قرأنا في بعض الصحف الفرنسية الواردة في البريد الأخير حديثاً جديداً لمسيو أميل فابر عن المسرح المصري. ويذكر القارئ أن مسيو فابر، وهو من أكبر الفنانين الفرنسيين، وكان مدير المسرح الكوميدي فرانسيز، قد انتدبته الحكومة المصرية في الشتاء الماضي لدراسة المسرح المصري، واقتراح ما يجب اتخاذه لإنهاضه وإصلاحه، وأنه قام بهذه المهمة، ولا يزال تقريره بين يدي ولاة الأمر في وزارة المعارف. ويقول مسيو فابر في حديثه الجديد إن المسرح المصري يرجع الى نحو أربعين سنة، ولكنه يعيش منزوياً على هامش الحوادث؛ بيد أن المسرح العربي جدير بأن ينهض وأن يتسع نطاق عمله، فاللغة العربية هي لغة مصر وشمال أفريقية، فضلاً عن البلاد العربية، بل هي ذائعة في أمريكا الجنوبية حيث يوجد ثمانون ألف سوري في المهجر.
والمسرح المصري ينقصه التأليف المسرحي وتعوزه الأبهاء والزخارف. وهنالك ممثلون للكوميديا ولا توجد لها ممثلات، حتى أن أدوار النساء يقوم بها الرجال. ومن الأسف أن المسرح المصري لا يملك الآن غبر دار الأوبرا؛ وهذه الدار تحتلها في معظم الفصل فرق أجنبية مختلفة؛ وفي وسع الحكومة أن تشتري مسرح الأزبكية، فهو يصلح لتمثيل القطع الكوميدية. والمسرح المصري فقير في المناظر حتى أنه يصعب فيه تمثيل القطع المنوعة. أما عن التأليف المسرحي فلا يوجد بمصر، وكل ما هنالك قطع مترجمة عن الإنكليزية والفرنسية والألمانية. وليست هنالك قطع أصيلة مكتوبة بالعربية. وأخيراً توجد مشكلة اللغة، فالحكومة ولجنة الفرقة القومية تريدان استعمال اللغة العربية الفصحى، وهذه لا يفهمها كثير من رواد المسرح.
