الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 316الرجوع إلى "الرسالة"

حذار من الاذكياء المتعاليين !

Share

لا نقصد بهذه الكلمة أن نمس الرجل المفكرا لمخلص الذى يخصص علمه وكفايته وتجاربه لخدمة أمته ، فإن الفكر الألماني يتألف من هؤلاء الرجال المفكرين ؛ ولكن مما لا شك فيه أن هناك فرقاً شاسعاً بين المفكرين الذين على هذا الطراز وغيرهم من أدعياء الفكر - فليس كل من يحظى بنصيب من التعليم ؛ وشيء من المقدرة على الظهور ممن يسمونهم بالمتعلمين ، هو في الحقيقة من الأذكياء أو المفكرين . إن مثل هذا الرجل من بقايا متعلمى الجيل الماضي قد أخطلي" في توجيهه ، ونشأ على طريقة عقيمة في التعليم؛ فهو في الحقيقة لم يكن سوى مجموعة من العلوم نمت في ظل نوع من الذكاء الزائف . أما تأثير هذا الرجل في المجتمع فهو أشد وأنكى من تأثير الجاهل البسيط ، إذ أن اكتشافه للناس ليس بالأمر اليسير

والرجل الذي على هذا الطراز يريك الجبن حكمة ، والنزق حزماً ، والكبر شجاعة، والذبذبة قرة وثباتاً ..

فإذا عرف خطره على المجتمع ، فإن خطره على المجتمع الألماني أشد وأعظم؛ لأن الألمان بطبيعتهم لهم غرام خاص بتلك الفضائل فى عنصرها الاصيل . أما الرجل المفكر المتعلم الذي يعمل ويناضل لإحياء وطنه وحرية بلاده، فهو ومن على شاكلته يتبوءون الآن مراكزهم في الحكومة الاشتراكية الوطنية، أو يسيرون خلفها متحمسين مزهوين

إن المفكر التقليدي الذي يصد عن المثل العليا أو يصدف عن الحكمة والمنطق ، ثم يستخف بهذا المسلك المعيب ، هو في الحقيقة جبان قصير النظر . فلا يزال يرى أن العلم والتربية والمكانة لم تخلق جميعها إلا لما يريده هو ويراه . وكل من تحدثه نفسه بأن يسلك سبيلاً غير سبيله فهو خارج على العرف ، ومن ثم يجب أن يكافح وتعارض أعماله وتوجه إليها حملات النقد والتفنيد

ولا ضرر من هذا الرجل في أيام السلم إلا أنه قد يكون محقق الضر حين تشتد الأزمات السياسية ، فيجتمع هو وأمثاله زمراً تنقصها ملكة الفهم والحكم على المواقف الدقيقة ليظهروا مخاوفهم ومخاوف الآخرين باسم العلم الزائف الذي يدعونه

إن هؤلاء المفكرين التعساء لا يزالون يقابلون كل عمل من أعمال الحكومة الاشتراكية الوطنية وأعمال الفوههد بكلمة لا ) ومن المحتمل أن يظلوا كذلك إلى الأبد . وليس في نيتنا أن نضم أحداً منهم إلينا لا لأننا لا نستطيع ذلك، ولكننا لا نريد أحداً منهم على الإطلاق ، إذ أنهم حمل لا فائدة فيه

اشترك في نشرتنا البريدية