الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 588الرجوع إلى "الرسالة"

حرية الفكر أيضاً

Share

تفضل حضرة الأستاذ العلامة درينى خشبة فى مقاله الأخير  فى الرسالة   (حرية الفكر أيضاً) ؛ فألمع إلى كلمتى الأخيرة فى  العدد الأسبق. ثم وضع لنا قانون حرية الفكر   (والقول) .  وزبدة قانونه:   (فليعتقد من يشاء ما يشاء بشرط ألا يجعل  عقيدته دعوة يدعو إليها ويجهر بها الخ.)  فعجبنا كيف تكون  الحرية حرية متى قيدت بشرط أو شروط

ولأننى أعلم، وقد ازددت علما مما لاحظته فى سياق النقاش  فى وحدة الوجود فى الرسالة، إنه لا يجوز البحث فى هذا  الموضوع الذى اتفقت على بطلانه تعاليم الأديان الثلاثة.  ولذلك حذرت سادتنا الكتاب من التوغل فى موضوع قد بت  فيه منذ مئات بل آلاف من السنين لئلا ينسب إليهم الإلحاد،  وإنما رغبت أن يتجنبوا تهمة الإلحاد لأنى أشفقت عليهم من  غضب الجمهور الذى قد يثور على الملحدين. وكدت أنا أقع فى  نفسى ما حذرت منه إذ أصبحت فى عرف أستاذنا العلامة درينى  ملحداً أو زنديقاً لأنى أعتقد بالمادة

لا باس أن ينعت المؤمن بالمادة ملحداً أو زنديقاً.  ولكن ما قول أستاذنا فيما إذا اختلفت عقائد المؤمنين بالله؟ إن أصحاب الأديان الثلاثة يعتقدون أن الله خالق هذا الوجود  ومدبره. ولكن لكل طائفة عقيدة بالله تختلف عن عقيدة  غيرها. (فالله)  الإسرائيليين يوصف بأنه   (يهوه رب الجنود)   أى إنه قائد حربى ينصر شعبه على أعدائهم. و  (الله)     النصارى ذو ثلاثة أقانيم فى واحد. و (الله)  المسلمين واحد أحد  لا شريك له

وقد نضيف إليهم (الله) سقراط وتلاميذه الذين يعتقدون  أن الله موجود مع الكون مستقل عنه ومدبره ولكنه لم يخلقه. وهناك عقائد مختلفة بالله فى الشرق الأسيوى وجزر  الباسفيك القصوى. فمن هم الزنادقة؟ وفى نظر من هم زنادقة؟  وهل يحرم على أولئك المنسوبة لهم الزندقة أن يقولوا عقيدتهم.  إذا أين حرية الفكر؟ وهى بيت القصيد فى كلمتى الماضية وفى  هذه أيضاً

أود أن يعلم حضرة الأستاذ جيدا أنى لست أناقش فى عقيدة  معينة من العقائد الدينية. ولا أدافع عن عقيدة خاصة حتى  ولا عن حرية الفكر. فما دامت الحرية غير مقيدة بسلاسل  ولا هى معتقلة فى السجن؛ فلا أغضب ولا أكون شبه غاضب.  ولذلك أرجو من حضرة الأخ العزيز الأستاذ درينى خشبة أن  يسحب من مقاله   (غاضبون أو شبه غاضبين)  لأنه فى الأبحاث  العلمية لا محل للغضب عند من يعقلون، وإذا كنت أتطفل  فى مساجلته؛ فلأنى أستلذ بحثه فأستزيده منه، وله تحيتى.

اشترك في نشرتنا البريدية