الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 340الرجوع إلى "الرسالة"

حساب الخطأين لا حساب الخطين

Share

إن إحياء ذكرى ابن الهيثم من أجل الأعمال التي قامت بها  الجمعية المصرية للعلوم الرياضية والطبيعية بالقاهرة. وقد قابله  العرب في مختلف الأقطار بالشكر والرضى والتقدير، إذ يرون فيه  خطوة نحو بعث الثقافة العربية ومحاولة موفقة لأحياء علماء العرب  ونوابغهم الذين خدموا الإنسانية وكان لهم فضل كبير على تقدم  الحضارة.

ولقد سبق أن نشرنا عدة مقالات عن ابن الهيثم في المقتطف  والمعرفة   (أيام صدورها) والرسالة. وأتينا على بعض مآثره  في كتاب   (نواح مجيدة من الثقافة الإسلامية)  وأذعنا عنه  حديثين في لاسلكي فلسطين ودعونا   (ولا نزال ندعو)  إلى تمجيد  علماء العرب الذين أضافوا إلى كنوز المعرفة إضافات أدت إلى نمو  العلوم واتساع أفق التفكير كما دعونا إلى نفض غبار الإهمال وإزالة  غيوم الغموض المحيطة بآثارهم ومآثرهم

لهذا كان سرورنا عظيما حينما قرأنا في الصحف نبأ الاجتماع  الرائع الذي عقد في قاعة جامعة فؤاد الأول الكبرى إحياء لذكرى  ابن الهيثم، وقد شهد هذا الحفل أمير عظيم من أمراء البيت المالك  الكريم وجمهور كبير من أساتذة الجامعة وصفوة مثقفة من رجال  مصر، وتكلم فيه عدد من أساطين العلم وأمراء البيان

وظهر في الرسالة عدد ٣٣٨ الكلمة التي ألقاها الأستاذ  الدكتور محمد محمود غالي في الحفل المذكور عن   (الهندسة  وابن الهيثم قديماً وحديثاً)  فأقبلت على قراءتها برغبة وشغف. وقد لفت نظري  اسم كتاب ورد في الكلمة فذكر الدكتور كتاب   (حساب  الخطين)  من بين أسماء تصانيف ابن الهيثم التي تمت إلى علم الهندسة  مع أن المصادر   (أخبار العلماء وطبقات الأطباء وغيرهما)  لا تشير  إلى كتاب بهذا الاسم، بل تشير إلى كتاب آخر موضوعاته حسابية  ليس فيها شيء من الهندسة، والكتاب الذي تشير إليه هو    (حساب الخطأين)  الذي يبحث في إيضاح طريقة حساب الخطأين  - وهي إحدى الطرق الأربع التي كان يستعملها العرب  لاستخراج المجهولات. أما الطرق الأربع فهي: طريقة الأربعة  المتناسية، وطريقة حساب الخطأين، وطريقة التحليل والتعاكس،  وطريقة الجبر والمقابلة

هذه ملاحظة بسيطة على كلمة الدكتور القيمة، ولي من إخلاصه  للحق والحقيقة ما يشجعني على إبدائها ولفت نظره إليها

(نابلس)

اشترك في نشرتنا البريدية