برز جرانت إلى الميدان وفي نفسه من العزم بقدر ما في فؤاده من الامل ، وكانما سرت عزمته إلى قواده وجنوده فما منهم إلا من وط النفس على ان يخوض اهوال القتال إلى النصر ، وتبغ من هؤلاء البواسل قائدان صار لهما فى تلك الحرب خطر عظيم هما شيرمان وشريدان
* وزحف جرانت بجيشه فى مايو عام ١٨٦٤ وكانت خطته ان يواصل الرحف ما وسعه التتال حتى يأتى رتشمن عاصمة
الجنوبيين فيحصرها . ولقد لازمه النصر فى هذا الهجوم على الرغم من مقاومة اعدائه ، وما زال يدفهم امامه حتى اصبح على مقربة من عاصمتهم ؛ وكانت تصل انباء انتصاره إلى العاسمة فنهزها هزا وكان الناس يجتمعون حول البيت الابيض فبطل الرئيس عليهم ويخطبهم وقد سره أن ذهب عنهم الروع
وكذلك سارمان مبتدئا من الغرب ، وراح يدفع اعداءه أمامه ، وإنهم لينازعونه الأرض شيرا شبرا ويمركون جيشه عركا شديدا حتى واناه النصر عليهم فى اليوم الثاني والعشرين من شهر بوليو ، فسقطت في يدء مدينة انلتا بعدايام ، وهي موقع حصين ومركز حربى خطير ، وكان على رأس الجنوبيين فى تلك الجهة قائدهم هود ، وهو من ذوى الباس ولقد لم تمل جيشه وخاص الحرب مرة اخرى ولكنه ما لبث ان عاودته الهزيمة ، وسر الرئيس وأصحابه بانهزام هود وجنوده فلقد كانوا يوجسون منه شرا ونشط الشماليون في البحر وضيةوا الخناق على اعدائهم فاذا قوهم لباس الجوع والخوف ، وكانت سيطرة فراجت على البحر وثيقة ، فكان بذلك موقفه عاملا من اكبر عوامل النصر
وراح جران ببذل كل ما فى وسعه ليحيط بالفائد الكبير ( لى ( قائد الجنوبيين ، فانه يدرك ان تطويقه خير وسيلة لهزيمنه وإجباره على التسليم ؛ وكان جرانت يدرك ان عدته وجنده اووفر مما هو لدى عدوه منها ، ولذلك عول ان يشد عليه الوثاق وكان لتكولن وأصحابه يتلقون هاتيك الانباء الطيبة فتطمئن
- . نفوسهم ، ولكن الرئيس كان لا يفتا مهموما ضائق البذر ! وكيف يطيق قلبه الكبير أن يعلم نبا هاتيك الضحايا دون ان يتحرك ؟ لقد كان يجزع أشد الجزع لمرأى الآمهات والزوجات بقفن فى طريقه او يجتمع حول البيت الابيض متسائلات وإنه ليسأل الله أن يجعل للناس من هذا البلاء مخرجا .
وبينما كان جرانت وشيرمان يروطان بجيشهما اهل الجنوب على هذه الصورة ، زحف أحد قواد الجنوب ويدعي إبرلى زحفا باغت به وشتجعون إذ سار منها على سبعة اميال ولقد كان عمله هذا من أسوا ما لا لانه تلك المدينة فى هذه الحرب ، فما اقبح الخوف بعد الامن وما اوجع الكربة بعد الفرج . ولكن جرانت لم يلبث ان ارسل سريدان فاقصى هذا البدو ورماء بالهزيمة وكان
ذلك فى أوائل سبتمبر عقب سقوط أتلنتا بيوم واحد . وكان انتصار الجيوش على هذا النحو مما قضى على كيد الكائدين من خصوم الرئيس إذ كانت البلاد تتأهب للانتخاب ؛ وكان الديمقراطيون بذيعون فى الناس ان من مصالحهم ان يختاروا رئيسا غير هذا الرئيس ، وراحوا تارة يقولون إن الحكومة من الوجهة الحربية قدميت بالفشل منذ نامت الحرب ولا محيص من ان تتبع فى الحرب سياسة اقوى واسرع من سياستها ، وتارة اخذوا يطالبون بمصالحة اهل الجنوب ووضع حد لهذا البلاء ، وهم في ذلك يرشحون ماكليلان للرياسة ضد إبراهام ، ولقد اختاره لذلك مؤتمرهم الذى انفد فى شيكاغو في اغسطس من ذلك العام
" صح " وكان بعض الجمهوريين من حزب لنكولن بدعن إلى انتخاب غيره إذ كانوا ينقمون عليه كما يزعمون ابتعاده عن مبادئ الحزب وروحه ، فهم يخالفونه فيما اعلن فداة متحرير العبيد من ان ذلك كان من أجل ضرورة حربية وهم يعيبون عليه مسلكه تجاه الولايات الوسط : مجاه اهل الجنوب ، كما انهم يقولون إن الحرب لا تسير على خير ما يرجى
وكان هؤلاء الجمهوربون يرشحون جران تارة ، وفريمونت تارة ، ولكن معظمهم كان يميل إلى تشيس وزير المالية ، وكان تشبس هذا من كفا الرجال ، وكان الرئيس بحترم اراءه ويحرص على أن ينتفع بها كما كان يشهد له بالذكاء ويقر بفضله . ولكنه كان دائم الشكاوي من الرئيس وكثيرا ما ضايقه بتقديم استقالاته من الحكم ، وكانت اخرى تلك الاستقالات فى سيف هذا العام ،
ولشد ما ادهش الوزير ان قبلها الرئيس فى غير تردد . وكانت تشيس بنفس على الرئيس منركز كره ويعتقدات احق به منه واجدر وما كان الرئيس كما اسلفنا يحرص على الحكم إلا ان يكون وسيلة لتحقيق عرضه ، قال ذات مرة يرد على الداعين إلى ترشيح جرانت : " إذا كان الناس يعتقدون ان القائدانت يكون اسرع فى القضاء ! الثورة إذا كان فى مركزى فاني اخلى عنه له "
وعلى الرغم من ذلك كان خصومه يدعون انه حريص على الحكم مولم بالرياسة ، وكان من اندر هؤلاء الخصوم وانشطهم السحنى جريلى ، ذلك الذى طالما خرص الرئيس على مودته وعمل على ارضائه . على ان الرئيس كان على علم بهذا كله فلم يعبا به وذلك لانه كان يجعل اعتماده على غامة الناس ، وهل اعتمد على غيرهم متذ كان يلوح بين الاحراج ؟ وجاءت بعد ذلك انباء انتصار
= جنده فكان ذلك أبلغ رد على ما يزعم المخالفون والخوارج ولقد كان مؤبدو الرئيس من الجمهوريين اعز نفرا واعلى في البلاد صوتا ، وهؤلاء اجمعوا امرهم على تشيحه في مؤتمرهم الذى عقدوه في الثامن من يونيو عام ١٨٦٤ ، وكانت حماستتهم له جديرة به شديدة على خصومه وكارهيه . . وحمل إليه نبأ ذلك فتلقاه على عادته فى دعة ، قال : " إنهم رشحوني لا لانهم راولى اعظم وأفضل رجل في أمير كا ، وإنما كان ذلك لأنهم يروا من الحكمة ان يستبدلوا الخيل أثناء عبورهم الماء ، ولأنهم راوا بعد ذلك انبي لست فرسا بلغ من السوء مبلغا لا يمكن معه استخدامه ولو فى مشقة أثناء محاولة ذلك العبور " .
* وكان المؤتمر قد عبر عن رغبته في تعديل الدستور بحيث لا يكون من مواده ما يتضمن الاعتراف بنظام العبيد حتى لا يتعارض قرار التحرير مع نصوص الدستور . ولقد وافق ارئيس على ذلك قائلا : " إن مثل هذا التعديل المقترح يجيء خاتمة مناسبة ضرورية للنجاح النهانى لفضية الابحاث ، وهذا وحدبة يقف ردا على كل بجن الذين يوافقون على الوحدة بلا شرط من الشماليين والجنوبين يدر كون خطورته ويتعللون بين فباسم الحرية والوحدة مجتمعين دعونا نعمل على ان نكسية صفة شرعية وأترا عمليا " . وسمع ان ولاية مار بللند قد عدلت دستورها على هذا الأساس قائلا " إن ذلك عندي يساوى انتصارات كثيرة فى اليدان
٠٢ ، وحسب جريل انه واجد عمزة اخرى فى سياسة الحرب قراح يندد بها وبتطاولها ويدعو إلى السللح قائلا ان البلاد قد بانت على غفا حرف عار وإن السلم على شروط معقولة خير من هذه الحرب التى نجت البلاد منها ورزحت محت أعبائها . ومما ساقه فى هذا المجال انه على صلة بقوم من الجنوب يقبلون الصلح على أساس الوحدة والقضاء على العبودية ، وهنا لم يتردد الرئيس ان يرسل إلي استعداد أن ياقي اى رجل او جماعة من الجنوب يفاوضونه على هذا الأساس على شرط ان يكونوا مسؤولين وليكن جريل شاهدا على ذلك ؟ وعاد جريل مستخدما وقد رأى أن الدين دعوه إلى السلم من الجنوبيين قوم لا أهمية لهم وتطلبت الحرب عددا جديدا من الرجال وأشفني أنار لنكولن أن يدعوا البلاد إلى رجال في مثل هاتبك الظروف ، ولكن هل كان . ثله يحجم عن امر يعتقد سواء وعلى الأخص
إذا كان هذا الامر يتعلق بالحرب بلة الحرب محت قيادة جوان ؟ . لم يحجم الرئيس ولم يتردد وأصدر امره فى ثبات وجرأة .
وجاء يوم الانتخاب فكان فوز الرئيس عظيما كما كانه تواضعه غداة فوزه عظما . قال وما اجمل ما قال : " إن اعرف قلبي وارى عبطتى لا يشوبها شائبة من الفوز الشخصى ، وانى لا اعترض على يواعث أى شخص ضدى . وليس مما يسرني أن اظفر على أحد ولكنى اشكرالله على هذا البرهان الشاهد على اعتزام الناس أن يؤيدوا الحكومة الحرة وحقوق الانسانية "
وكان الداءون إلى السلم ينشرون مبدأهم في العاصمة الشمالية ولم يكفوا عن ذلك منذ الصيف . وفي الشتاء وجدت دعوتهم قبولا لدى الكثير بن في العاصمة الشمالية حتى لقد أخذوا على الرئيس انه يصم اذنه عن هذه الدعوة . وحدث أن أرسل جفرسون دافز رسولا إلى لتكونن يدعوه إلى السلم ويقترح عقد مؤتمر لتقرير ذلك . وكتب الرئيس لنكولن ردا حمله ذلك الرسول إلي جفرسون وفيه يوافق الرئيس على عقد المؤتمر ، واجتمع في مركز قيادة القائد جران ثلاثة من قبل أهل الجنوب وناب عن الشماليين سيوارد ثم لحق به الرئيس ، وعرض الشماليون شروطهم فلم يجز قبولا لدى خصومهم . ورأى الرئيس أن فى الأسر خداع وانهم لا يريدون سوى أن يكسبوا الوقت بالمفاوضة ربما يعدون ما يستطيعون من قوة . ولذلك نراه ينصح إلى جران الايتهاون أو يخفف من وطأنه وانفض للؤتمر ولم يصل إلى رأى
وأوضح الرئيس سياسته فى خطابه الرسمى الذى ألقاه غداة تسلمه ازمة الامور للمرة الثانية . وإنك لتجدها واضحة فى تلك السبارة الجيلة التى اختتم بها ذلك الخطاب قال : " والآن فمن غير موجدة على احد ، بل مع الاحسان للجميع ، والثبات على الحق كما يطلب الله ان نرى الحق ، دعونا تجيد لتفرع من هذا العمل الذي نحن بصدده ، وأن نضمد جراحات الأمة ، وان نعنى بهؤلاء الذين قاموا بالجهاد وباراملهم وايتامهم . وان نبذل كل ما فى وسعنا النصل إلى السلام الدانم ونعزه بين أنفسنا وبين جميع الأمم "
١٢٨٣ يصح ١١ - وجعل الرئيس ينتظر اخبار الميادين ، وكثيرا ما كان يقضي وقتا طويلا في عرف البرق يترقب وبتوقع وكثيرا ما كان الرئيس بشخص بنفسه إلى مراكر الجنود فيزورها واحدا بعد الآخر ! وجاءت البسائر بالنصر يتلو النصر . ففي الحادي والعشرين "سمبر اخذ شيرمان مدينة سفا بتوة فأبرق إلى الرئيس
يقول : " أرجو أن تسمح لى ان اقدم إليك مدينة سفانا كهدية فى عيد الميلاد " واستمر شيرمان في زحفه فاستولى على كولومبيا وشارلسون ، وما زال حتى دخل ولاية كارولينا الشمالية واصبح على اتصال بجنود جرانت وبك اوشكت جنودهما ان يحيط بجيش الشماليين
وكان جرانت يثخن فى ارض الجنوبيين لا يألوهم نزالا كاهول ما يكون النزال ، وكانت ضحاياه كثيرة يدى لها قلب الرئيس ، ولكنه كان لا يلين وما لبث هو وأعوانه ان هزموا الجنوبين فى كل مكان حتى لم يبق فى اليدان غير لى .
وحاصر جران مدينة رتشمن ) دام حصاره لها طوال اشهر الصيف من عام ١٨٦٤ وأشهر الشتاء من عام ١٨٦٥ ، وفي السابع والسشرين من مارس التقى لنكولن وجرانت وشيرمان على ظهر زورق بجاري في نهر جيمس بالقرب من مركز القيادة وتداول ثلاثتهم فى الامر . ولشد ما تألم الرئيس ان علم انه لا يزال دون النصر معركة حامية ، وراح يتساءل في جزع : " الا يمكن تجنب تلك المعركة ؟ ألا يمكن تجنب تلك المعركة ؟ "
? وأمكن بجنب تلك المعركة الحامية فلقد تمكن غير بدان وكان إلى يسار جرانت ان يقطع على ) لى ( اخر منفذ للرب فم لهما تطويقه ، واصبح تسليمه امرا لا بد منه . وفي اليوم الثالث من ابريل سقطت وتشمتد التى كانت طروادة هذا الصراع العنيف واني للكلام أن يصف مبلغ ما كان بالعاصمة من شعور الفرح والحبور لقد بات الناس وافاقوا على مثل مظاهر اليد . واى عبد اجمل من هذا الذى يبشر الناس فيه بانفراج واتحاد الأمة ؟
وكان الرئيس فى المسكر منذ شهر مارس ببيت مع الجند ويستطلع الانباء كلوم ولقد نال الجهد والأعياء من جسده حتى ليبدو كالمريض وهو الرجل الذي عرف فيما سلف بقوة ووفرة حيويته . ولما بلغه سقوط رتشمند وصل إليها فى بساطة وهدوء ، وليس معه إلا بحارة قارب حربي كان يرسو على مقربة منها فلا خيل من حوله ولا جند يفسحون له الطريق . ودخل الرئيس العظيم المدينة يمسك بيده يد ابنه الصغير تاد وهو يمشي على الأرض هونا وليس فى وجهه زهو ولا تطاول وهرع الناس من كل فج يشهدون الرجل الذي دوت البلاد
ياسمه ، فلما رأوه شعروا جميعا محوه بمثل ما يشعر الأبناءو ابهم ، وهو بين الجموع رابط الجاش بظهر قوامه الطويل للا عين . وتلفت الرئيس فاذا جبرع السود تتقاطر من كل صوب وهم يملا ون الجر بهتافاتهم باسم مخلصهم ومحطم اغلالهم ، وكانوا من حوله رقصون ريتغزون فى الهواء لا يدرون ماذا يفعلون للتعبير عما فى نفوسهم محو هذا المحرر الأعظم . ثم تقدموا متزاحمين فتلاقوا على الارض امامه يقبلون قدميه وهو يرفعهم بيبديه ويمسح بهما على جباههم واكتافهم والدوع نتسايل كبيرة ساخنة من عينيه الواسعتين فتجرى على محياه الكريم
وحار الرئيس برهة ماذا يقول وهو الذي لم يعرف قبل عيا ولا حصرا ، ثم ناداهم قائلا " أى أصدقاني للسا كبن . انتم أحرار ، احرار كالهواء . إنكم تستطيعون ان تطرحوا اسم العبودية وتطاوه بأقدامكم ؛ فأنكم لن تسمعوه بعد اليوم . . إن الحرية حقكم الذي منحكم الله كما منح غيركم " وتألم الرئيس من ان يخروا سجدا على قدميه فقال : " لا تسجدوا لى ، هذا ليس بالصواب ، يجب أن تسجدوا لله وحده وأن تشكروه على الحر التى سوف تتمتعون بها منذ اليوم . "
وعاد الرئيس إلى وشنجطون وفي وجهه مثل ما يكون فى وجوه الابرار الصالحين ، والناس حول ركابه يهتقون باسم " ابهم إبراهام " بطل الحرية ومحطم الاصفاد ومعيد الوحدة إلى البلاد وحاي دستورها ورسول حاضرها إلى غدها .
وفي اليوم التاسع من هذا الشهر المشهود سلم لي جيشه للقائد جرانت وتلفت العاصمة النبا وتلقاه الرئيس ، وتنفس الناس السداء . واحس ابن الاحراج بعد هذا الكفاح الطويل الشاق ان قد آن له أن يستريح ولو بضعة أيام . وتزاحم الناس حول البيت الابيض وهم من فرط سرورهم يبدون كأنما طاف بهم طائف من الجنون ، راطل الرئيس عليهم وهم يتصايحون ويتوائبون ويقذفون بقيماتهم في الهوا ، فلم يدر ماذا يقول . ثم مسح بيبدء الدمن المنحدرة من عينيه وطلب إليهم أن يهتفوا ثلاثا بحياة القائد جرانت ورجاله ، وحياة القواد البحريين ورجالهم ، وعاد إلى داخل حجرته .
وفي اليوم الرابع عشر كان على مجلس الوزراء ان يجتمع ظهرا ، وكان جران ممن سرف يشهدون الاجتماع . وكان يبدو على محبا الرئيس قبل الاجتماع شئ من الهم ، قال لبعض أصحابه : إني
رأيت حلما كريها لا أرى مثله إلا قبيل حادث عظيم واجتمع المجلس ليرى ماذا تفعل الحكومة لاصلاح ما افسدته الحرب . وفي هذا الاجتماع عارض الرئيس القائلين بالانتقام من اهل الجنوب وصاح بهم " كفانا ما ضحيينا من الأنفس . يجب أن نطفئ فى قلوبنا السخاتم إذا اردنا ان نقيم الوحدة والوفاق " ألا لبت أعدىه سمعوه وهو يقول ذلك ، ألا ليتهم سمعوه .
وركب الرئيس وزوجه فى نزهة عصر ذلك اليوم . وفي المساء ذهب ليشهد رواية تمثيلية فى المسرح ، وكانت الصحف قد نشرت اعتزامه الحضور ومعه القائد جران ، ومخلف الفائد لامر ما وذهب الرئيس وجلس في مقصورة هو وزوجه وقائد من الفواد . وفي الساعة العاشرة والنصف تسلل إلى باب مقصور رجل فاقتحمه وفي يده مسدس أطلقه على رأس الرئيس وكانت في يده الاخرى مدية طعن بها القائد ، وقفز إلى خارج المسرح وكان هو وشركاؤه قد اعدوا حسانا ليهرب به عدوا .
وروعت العاصمة بالنيا الفاجع ، وتلاقت أمة محمل شهيدها الاكبر ومحررها العظيم إلى مقره ليستريح الراحة الابدية ، وذهبوا بجتمان البطل إلى سير بجفيلد في نفس الطريق الذى جاء منه إلى العاصمة قبل ذلك بأربع سنوات ، والناس على جانبيه يشهةون اليوم ويجهشون ولا يملكون غير السمع في هذا الخطب الفادح . ودفن الرئيس إلى جانب ابته الصغير . الا ليتهم حملوه إلى الغاية ليدفن حيث نشأ وحيث شب
