أشخاص الرواية :
صابر بك : صاحب الدعوة ، وزوج فكرية هانم عمره ٣٠ سنة فكرية هانم : زوجة صابر بك ، عمرها 25 سنة . الأستاذ فرغلي : من الدخلاء على الصحافة والمدعين للأدب . عمره 40 سنة بدر بك: أرستقراطي ، يتظاهر بحب الرياضة ، زوج عنايات هانم عمره 35 سنة . عنايات هانم : زوجة بدر بك ، من رواد المجتمعات عمرها ٢٨ سنة . خليل باشا : رجل دجال ، منتحل لقب الباشوبة . عمره ٦٠ سنة حفيظة هانم بهجت رمز الأرستقراطية الكاذبة . عمرها ٦٢ سنة . فطومة : خادمة بمنزل صابر بك نعمان : فراش بمنزل صابر بك قنصل جمهورية مندوزا . خمسة عشرا تلميذا : يحضرون حفلة الشاي ، ممثلين صامتين .
ترفع الستارة عن بهو بمنزل صابر بك في صدر البهو مائدة شاي كبيرة . في احد جوانب البهو خزانة تحوي كتبا مجلدة تجليدا انيقا . في البهو طرف عصرية ثمينة . معلق على الحائط بعض صور من الفن الحديث . المظاهر كلها تدل على ان اصحاب المنزل ممن يأخذون بالمدنية الحديثة في كثير من المغالاة . في البهو آلة تليفون وفوتوغراف
فكرية هانم : ( من الخارج ) ألم تنتهي بعد يا بنت شبكى الثوب جيدا . . على ظهري . . بسرعة
( تدخل فكرية هانم وهي مندفعة تلبس حلة السهرة . لم تنته بعد من ارتدائها . تظهر خلفها فطومة . . ) فطومة : حالا يا سيدتي . . تحاول تزرير الثوب
فلا تستطيع ؛ لعدم استقرار سيدتها في مكان واحد . . ) فكرية هانم :( ناظرة إلي مائدة الشاي ) لم يخطي ظني .
يا نعمان . . يا نعمان ( تنادي الفراش ) . ( يدخل زوجها صابر بك وهو بحلة السهرة سموكن ولم يتم ارتداءها بعد . بيده صورة من الفن الحديث ) .
صابر بك: لفكرية هانم لم تخبريني كيف أعلق هذه الصورة ؟ فكرية هانم : ( لصابر بك ) ثم ماذا يا صابر ؟ إلي متى تصدع راسي بهذه الصورة . .
صابر بك : لا أعرف كيف أعلقها . . لا أكاد أميز بين أعلاها وأسفلها .
فكرية هانم : ( تضحك بسخرية ) حضرتك لا تميز بين أعلاها وأسفلها ؟ طبعا ؛ لأنك ذكي جدا . قلت لك إنك تصدع رأسي . .
صابر بك : وكيف أصدع رأسك ؟ ألست أنت التي اشتريتها أمس ودفعت ثمنها أربعين جنيها ؟ يا ناس : تدفع أربعين جنبها في صورة لا تدري كيف تعلقها
فكرية هانم غير منتبهة إلى كلامه ، تحدق في مائدة الشاي . . تنظر إلي الأطباق والشوك والسكاكين لا تستقر عينها في مكان واحد . فطومة مهتمة بتزرير الثوب . ولكنها لا تستطيع أن تتم عملها ؛ لأن سيدتها في حركة دائبة
فكرية هانم : ( لصابر بك ) تفرج في سيدي وانظر شغل نعمان الفراش صنيعتك . ( تصيح بأعلي صوتها مهتاجة ) : يا نعمان . . يا نعمان تعال هنا حالا. لصابر
بك . ) وتعطيه جنيهين راتبا . . ؟ إنه في نظري لا يساوي قرشين اثنين . . ( تعود إلي الصباح وهي ما زالت في اهتياجها . . ) نعمان نعمان سأسود عيشتك . . صابر بك : أخبريني ماذا فعل ؟ . . فكرية هانم : أخبرك ؟ . . ألا تري ؟ ! ( تشير إلي الزهريات . .
صابر بك : صحيح لم انتبه لذلك . فكرية هانم : طبيعي لم تنتبه لذلك : وهل انت معنا في شئ
صابر بك : ماذا تقصدين بكلامك هذا ؟ فكرية هانم : طول النهار ثرثرة في التليفون مع أصحابك
صابر بك : ثرثرة في التليفون ؟ عندي اشغال . . ليست أحاديثي عبثا . .
فكرية هانم : واين اشغالك هذه ؟ إنك تضيع الوقت سدي الاولي بك ان تتعلم ركوب الدراجة ، ولا تخجلنا أمام خلق الله . .
صابر بك : ما هذا الكلام ؟ فكرية هانئم : كلام في الصميم حضرتك رئيس جمعية انصار الدراجة ، وتقيم حفلة لتكريم قنصل جمهورية مندوزا ، رئيس جمعية انصار الدراجة في بلده . . كل هذا ولم أرك مرة تركب الدراجة . . !
صابر بك كنت أركبها وأنا صغير ولكن لسنا الآن في مشكلة الدراجة ، نحن في صدد هذه الصورة . نريد أن نعرف كيف نعلقها . .
فكرية هانم : اوه ! لن تفرغ من هذه الصورة اليوم . . تعود إلي الصياح : يا نعمان ! يا نعمان ستري كيف أصنع بك ( تلتفت إلي فطومة ) :
اتركى ظهري . من العسير ان يعتمد الانسان عليك في شيء . .
فطومة لو تعتدلين قليلا يا سيدتي . . فكرية هانم : اخرسي . امشي . . اخرجي حالا
( يدق جرس التليفون ) : هيه . . وأيضا التليفون ؟ . . لقد تحطم رأسي .
( تسير جيئة وذهابا في حالة عصبية ) . صابر بك : ( يهرع إلى التليفون ) الو . الو ثم هنا الاستاذ فرغلي اراك قد تأخرت كثيرا ليس هناك مانع . لا تتأخر ! آه ، صحيح . . انتظر قليلا
( وهو ممسك بسماعة التليفون يشير إلى فكرية هانم فتقترب منه ، يتكلم بصوت منخفض . . )
الأستاذ فرغلي يستفهم عن زي الحفلة ؟ فكرية هانم : ولماذا لم تخبره ؟ صار بك : بأي شيء أخبره ؟ ! فكرية هانم بالطبع " سموكن " . . لا يمكن
خلاف " السموكن " . صابر بك قد لا يكون عنده " سموكن " ! . إنه أديب رقيق الحال . .
فكرية هانم : ( بصراخ ) سبحان الله يا صابر . . لا أقبل في حفلتي إلا من يرتدي " السموكن " .
سابر بك : اخفضي صوتك حتى لا يسمع . فكرية هانئم : أتريد فضيحتي أمام المدعوين . . صابر بك : ( في التليفون ) سؤالك عجيب جدا يا استاذ فرغلي . . الا تعرف ان جميع المدعوين سيلبسون " سموكن " ؟ لا يفوتك أن . فكرية هانم ( تجذب السماعة من زوجها وتتكلم مع
الاستاذ فرغلي ) في التليفون ( : يا فرغلي أفندي سيحضر حفلتنا وزراء ، ووكلاء وزارات ، وأعضاء من البرلمان " ، ونخبة من الشخصيات البارزة من الجاليات الاجنبية وكفي
) تضع السماعة بشدة ( ) يدخل نعمان الفراش وهو منكمش خائف فكرية هانم : اهلا وسهلا . . اين كنت يا سعادة
اليك . . ؟ لقد تمزق حلقي من النداء . . نعمان : والله يا أفندم كنت . فكرية هام : انا اعرف اين كنت . . اليوم يوم
السباق . . أليس كذلك . . ٢ ) يقع بصرها على حذائه ( : ما هذا الحذاء القذر الذي تلبسه ؟
نعمان : ملمع بجريفن الأصلي يا أفندم . . ! فكرية هانم : جريفن في عينك . . استبدل به حذاء آخر يتناسب مع حفلتنا . . الا يكفيك أننا نشتري لك القفاطين ولكن ما الفائدة ونقودك ضائعة في السباق ؟ . . ولم نسمع أنك كسبت مرة واحدة . .
نعمان : كل الناس تراهن في السباق يا افندم . . فكرية هانم : نعم نعم وخصوصا المفلسين
امثالك . . ما هذا الذي يطل من جيبك ؟ ) مشيرة إلى جيب نعمان ومخاطبة صابر بك . . ) انظر جرائد السباق التي يحشو بها جيبه . . صابر بك يأخذ الجرائد من جيب نعمان ، ويلقي نظرة خاطفة ، فيلفت نظره علامات بالخط الأحمر بجوار اسم حصان . . )
صابر بك ( لنعمان ) : الله ! . . هل راهنت على برقوق "
نعمان : سيكون الأول اليوم يا سعادة البك . . صابر بك : رجل مغفل الاول اليوم هو " ثعبان " .
فكرية هانم : بكل تأكيد . . تعبان نعمان تعبان نال حظه وأكتفى . . والحظ اليوم لبرقوق . .
فكرية هانم : (هامسة لصابر بك ) بكم راهنت اليوم على ثعبان ؟
صابر بك : بعشرين جنيها . . سيراهن لي بها بدر بك . . إنه اليوم هناك مع زوجته عنايات كما تعلمين لقد وعدني أنه سيحضر إلينا بعد انتهاء دور السباق .
فكرية هانم : ومن نصح لك بالمراهنة على ثعبان ؟ صابر بك : فرغلي . . فكرية هانم : فرغلي ؟ ! .
صابر بك : إنه اعظم شخصية تفهم في السياق . نعمان : والله يا سعادة البك إن المكسب اليوم لبرقوق فكرية هانم : اخرس . . كن في عملك . . تعال . . نظر ما الذي فعلته في ترتيب المائدة ! حضرتك فراش من الدرجة الأولى ؟ : في البيت أم في السباق ؟ !
يتقدم نعمان في حذر وخوف نحو مائدة الشاي . فكرية هانم تشير إلى الزهريات ما هذه ؟
نعمان : زهريات يا افندم ؟ فكرية هانم : وماذا فيها ؟ ! نعمان : ورد وقرنفل ونخبة من مختلف الزهور . . فكرية هانم : ( لصابر بك ) أتسمع ؟ ! إن دمي يغلي ؟ ! صابر بك : ( لنعمان ) نخبة من مختلف الزهور ؟
ماذا تظننا يا رجل ؟ . . فكرية هانم : ( لصابر بك ) تأمل جيدا وأخبرني . أين هو انسجام الألوان بين هذه الزهور ؟ صابر بك : ( يحدق طويلا في الزهريات ثم يهرش راسه ، يلتفت إلي فكرية هانم متكلفا الحماسة . . ) تناسق الألوان مفقود البتة ، يلتفت إلي نعمان
غبي . بليد . . لم لم يا رجل الأستاذ فرغلي هو الذي سيرتب الزهريات ، ويسنسق فيها الأزهار يخرج نعمان بالزهريات .
فكرية هانم : فرغلي ماله وهذا ؟ صابر بك : إنه من رجال الصحافة ومن اكبر
الفنانين في هذا البلد فمن يحسن تنسيق الزهر غيره ولكن ما هي حكاية برقوق التي تشغل بال نعمان فكرية هانم : لا أدري . .
صابر بك : ( وهو ناظر إلي جرائد السباق . . ) مستحيل ان يربح برقوق ما هذا الكلام ؟ انا مستعد أن أراهنك على أن ثعبان هو الفائز اليوم !
فكرية هانم : ( تنظر في ساعة يدها ) يا للمصيبة لم يبق على الموعد غير ربع ساعة . وحتي الآن لم البس صدعت رأسي ببرقوق وثعبان تصرخ : يا فطومة يا فطومة صبرا ، صيرا . . يا ملموئة لصابر بك الا تري كيف تركتني وهربت ولم تزرر لي الثوب بعد ؟ تخرج مهتاجة .
صابر بك : ) وهو كاظ إلي جرائد السباق . . ( مستحيل . مستحيل . ما هذا الكلام . . ) ثم يرمي بالجرائد جانبا ، ومسك بالصورة ثانيا . ويجعل يقلبها بين يديه . يحاول عبثا ان يميز بين اعلاها وأسفلها . بعد قليل يدخل ) خليل باشا ( متأنقا اناقه رخيصة تظهر منها صملكته . يرتدي ) الردنجوت ( وله شوارب غزيرة . يدخل وهو يبحث في جيوب ) الصديري ( وفي محفظة نقوده ، وخلفه نعمان . . (
صابر بك : ) يلحظ خليل باشا ، فيتقدم إليه مسلما ( أهلا وسهلا سعادة الباشا . . لا مؤاخذة إذا قابلتك في هذه الهيئة . . حتى الآن لم استكمل ارتداء ملابسي
خليل باشا : تمتع بكل حريتك يا حبيبي ! ) يسلم كل منهما على الآخر . . خليل باشا يقول لنعمان الفراش ، وهو دائم البحث في جيبه وفي محفظة
نقوده : ليس مع نقود فضية يا نعمان كله ورق كبير ! بقول لصابر بك حقا شئ يضايق ؛ لقد انفقت كل ما معي من النقود الفضية ، وأريد أن أدفع آجرة السيارة ، وليس مع السائق بقية ورقة ذات خمسة جنيهات صابر بك : آه . . الأمر هين . . يسأل نعمان كم يطلب السائق ؟
نعمان : ستة وأربعين قرشا ) أفندم ) صابر بك ينظر إلي الباشا لحظة فيجده قد تركه ، وذهب في اتجاه مائدة الشاي . صابر بك يعطي نعمان النقود . . نعمان يخرج (
خليل باشا : أتراني حضرت قبل الموعد ؟ صابر بك : كلا يا باشا . . خليل باشا : أموعد الحفلة الساعة الرابعة أم الرابعة والنصف ؟
صابر بك : الكلفة مرفوعة يا باشا . . تفضل تفضل صابر بك إلى النافذة ويصبح مناديا الفراش . . يا نعمان . . بعد أن تدفع أجرة السيارة ، أحضر معك الصديري والسترة ، وبقية الملابس . على عجل . .
خليل باشا يغتنم فرصة ابتعاد صابر بك ، فيقصد إلى مائدة الشاي ، ويختلس شطيرة ساندوتش ويقضم منها . يعود " صابر بك ويقول له : سعادتك منا يا باشا . . لا تؤاخذني إذا أكملت ارتداء ملابس أمامك ؟
خليل باشا : وهو يزدرد الشطيرة ( قلت لك تمتع بكامل حريتك تعجبه الشطيرة التي أكلها فيلتفت ثانية إلي مائدة الشاي . . ويتأمل محتوياتها ، وخصوصا طبق الشطائر ، ثم يجمع شجاعته ويتناول قطعة اخرى منها . ويلتهمها وهو يقول : شاكر لكم حسن عنايتكم بي !

