يقول لي الأستاذان أديب عباسي وجمعة الطوال إن مقدمة قطع حواء في الرسالة الزاهرة لا تفي حق حواء فأجيبهم: كل معروض يدعوا له غيره إلا الشعر فانه يدعو بنفسه لنفسه (الناظم)
فم يضحك
تلمّستُ وجهكِ بين الوجوه ... ووجه الحقيقة لا يُدركُ
فلم أدرِ أيَّ دروب الحياة ... إلى دَرْكِ غايته أسلك
هُواتُكِ ما فتئوا حائمين ... على نور وجهكِ أو يهلكوا
تراموا إليه حفاةَ العقول ... فما أدركوه ولا أوشكوا
ولو بصروا من وراء الدموع ... دموع الهوى بكِ لم يأفكوا
ولا كشفت سخريات الوجود ... لأعينهم عن فمٍ يضحك
رمز الحقيقة
(ختام الديوان)
جهلتُ الحقيقةَ بين القصور ... وأخطأتها في ضِلال الشجر
تلمّستها في صَميم الحياة ... وفتشت عنها بطون السير
وقلّبت من صحف الكائنات ...صحائف تحمل شتى الصور
فلم أدر أيّةُ أرض تحلّ ...ولا أيُّ أفق لها مُستقَرّ
أفوق السما هي بين الملا ...ئك أم هي في الأرض بين البشر؟
وكم خضتُ في غمراتِ السكون ...وأنعمتُ في صفحتيِهِ النظر
أسائل عنها بهيم الظلام ... وأنشدها تحت ضوء القمر
فما بهر العين منها الضياء ... ولا رنَّ في السمع منها الوتر
ولما توسدتُ بين القبور ... ضريحك أدركتُ بعض الأثر
وقلتُ الحقيقة تحت التراب ... ورمز الحقيقة هذا الحجر

