الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 3الرجوع إلى "الفكر"

حول استفتاء الفكر

Share

وافانا الاستاذ محمد الحليوي ببقية جوابه عن الاستفتاء الخاص بالثقافة وقد ورد جوابه في العدد التاسع من المجلة الصادر في جوان ١٩٥٦

هل ترون للثقافة العربية او العربية الاسلامية في العصر الحديث خاصيات تمتاز بها عن غيرها ؟

- ما هى الاتجاهات الكبرى التى يبدو لكم انها تتنازع الثقافة العربية المعاصرة وما هي القوى التى نتجت عنها تلك الاتجاهات

هذان هما السؤالان اللذان بقى على ان أجيب عنهما من الاسئلة العشرة التى وجتهتها مجلة " الفكر " الى المعنيين بشؤون الثقافة .

وقد رجعت - قبل الشروع فى بيان وجهة نظرى فى الخاصيات التى تمتاز بها الثقافة العربية المعاصرة - الى اجوبة المفكرين الواقع استفتاؤهم والذين نشرت اجوبتهم في عدد " الفكر " الخاص بمستقبل الثقافة بتونس فاستوقف منها على الخصوص قول الاستاذ الطاهر قيقة " اذا فقدت الثقافة السند المذهبى كانت شتاتا ونزوات ومحاولات " ثم قول الاستاذ محمود المسعدى : " لا أرى فى الثقافة العربية الاسلامية الحديثة الا . . العدم "

لماذا استوقفني هذان الجوابان السلبيان دون غيرهما من الاجوبة الايجابية او الاجوبة المتفائلة والمفرطة فى التفاؤل ؟ ذلك انه اذا ما تأمل الباحث الصريح الرصين في الثقافة العربية الاسلامية المعاصرة فى الشرق العربي ثم قارن بين ما عندنا منها وما عند غيرنا من الامم المتحضرة المعاصرة لنا فى الغرب او بما كان عندنا منها في عصور الازدهار الماضية لم يجد بدا من الاعتراف بكل نزاهة وتجرد بان الثقافة العربية المعاصرة كما يقول الاستاذ المسعدى - لا زالت تترقب ظهور تفكير عربي حديث وفن اسلامى حديث وشعر عربي حديث وفلسفة اسلامية مجددة . الخ وانه كما يقول الاستاذ الطاهر قيقة " لا يوجد فى كامل العالم العربي اليوم عالم ديني فتح ابواب الاجتهاد من جديد ، ووضع مذهبا تغلغل فى اعماق آلامة العربية وعرض عليها حلولا مذهبية للمشاكل التى تتخبط فيها اليوم . ولا يوجد فيلسوف عرض على المجتمع العربى نظرة جديدة الى العالم .

فأنا اذن على وفاق مع الاستاذين الفاضلين في هذا النظر ولكنني أرى الخاصية التى تمتاز بها الثقافة العربية الاسلامية الحديثة ليست كما يذكر الاستاذ المسعدى امتداد عهد المحافظة والدفاع وعهد التقليد والتلمذة والاقتباس وعهد القصور عن الاجتهاد والجرأة والخلق " بل هى خاصية القلق والحيرة التى تسبق عصر الاستقرار والاطمئنان وتبشر بقرب الدخول فى عهد الابتكار والخلق والانشاء نعم لقد كان عهد المحافظة والدفاع عن التراث الموروث امرا واقعا فى أواخر القرن التاسع عشر اى عند التقاء الحضارتين الاسلامية والغربية للمرة الثانية فى ميدان آخر مغاير لميدان الحروب الصليبية وان ظهر بعد ذلك انه امتداد مقنع لتلك الحروب ثم كان بعد ذلك عهد التقليد والاقتباس امرا واقعا قبيل الحرب العالمية الاخيرة حين آمنت الشعوب العربية بتفوق حضارة الغرب خصوصا فى ميدانى العلم والقوة المادية . ولكن الحوادث التى هزت العالم العربي هزا عنيفا بعد تلك الحرب ونمو الوعى الشعبى وانكشاف مؤامرات الغرب الاستعمارى لعرقلة سير الامة العربية نحو الرقى ونحو تكوين وحدتها ورغبته فى الاحتفاظ بمنابع الثروة فيها وتنصيبه لدولة اسرائيل في قلب العالم العربى كل ذلك اخرج الامة العربيه من طور الاعجاب الابله بالغرب والتقليد الساذج له والتلمذة الذليلة عليه الى طور الريبة في قيمه ومثله والشك فى تفوق حضارته بل اخرجها الى طور التساؤل عن حقيقة وضعها والبحث عن طريق للخلاص . فكان هذا القلق الذي يطبع الفترة الحاضرة من حياتنا بطابع قوى لا في مشاكل المجتمع فحسب بل في الانتاج الثقافي بكافة ألوانه وفى مختلف ميادينه .

وليس يعيب الثقافة العربية الاسلامية المعاصرة أن لم يكن فيها مذاهب او فلسفات او تفكير حديث مستقل بطابعه على نحو ما يرى عند الامم المعاصرة فان عمر هاته النهضة لا يتجاوز ثلاثة ارباع القرن وهي مدة قصيرة فى حساب الزمن وقصيرة كذلك بالقياس الى عمر الحضارات التى تنظر اليها دائما عند المقارنة والمقابلة كلما تحدثنا عن وضع الامة العربية وثقافتها الحديثة . انما الذى يعيب الثقافة العربية الاسلامية هو ألا تفارق طور " الرجعية " او طور المحافظة والدفاع والاقتباس والتقليد .

ان القلق عنصر ايجابى في حياة الشعوب . وهو دليل على الحياة وعلى رغبة

التحول والتجدد . وقد وصف " شاتوبريان " هذا القلق لجيل أواخر القرن الثامن عشر في مقدمة قصته Rene - وكان من نتيجة ذلك ان انتقل المجتمع الفرنسى الى عصر الرومانسية التى طبعت آثار وحياة جيل جديد بطابع خاص هو من أخصب وازهر عصور الثقافة الفرنسية .

فالخطر كل الخطر فى حالة الاطمئنان والرضى ، والخير كل الخير فى القلق الذي يبحث عن الحلول لمشاكلنا ويهدف الى تجديد حياتنا وثقافتنا .

أما الجواب عن السؤال الثاني - وهو الثامن فى ترتيب الاسئلة - فانى لا أحيل فيه كما فعل الاستاذ المسعدى الى المؤلفات التى الفت في وصف الاتجاهات الكبرى للادب العربى المعاصر بل اتطوع للتعريف بهاته الاتجاهات من مظانها بل من أهم مظانها وهو كتاب الاستاذ أنيس الخورى المقدسى المعنون :

" الاتجاهات الادبية فى العالم العربي الحديث " ولا أقول كما قال الاستاذ : " لا فائدة فى تبينها " بل أقول ربما كان فى تبينها بعض الفائدة للقارئين من الشداة ولغير المعنيين بمصير الادب العربى فى العصر الحاضر بل وحتى للمتعجلين فى احكامهم عن الثقافة العربية المعاصرة ،

ولكن هل الادب والشعر هما كل الثقافة ؟ قد يقال " إن اهم ما تحتويه الثقافة العربية الاسلامية فى العصر الحديث هما الادب والشعر . وعلى هذا الوجه فما كشفته هاته المؤلفات من اتجاهات فى الادب الحديث يصح ان يتخذ معيارا لاتجاهات الثقافة نفسها " (1)

فما هى النتائج التى انتهى اليها أنيس المقدسى فى كتابه ذاك ؟ سوف نطيل نوعا ما فى عرض هاتيك النتائج لان الكتاب غزير المادة لم يترك فيه صاحبه من النتاج الادبى المعاصر صغيرة ولا كبيرة الا تعرض لها او دل على مصدرها لقد لخص المؤلف تلك الاتجاهات في الابواب التالية

اولا الاتجاه القومى - وهو موضوع الجزء الاول كله . وقد بين فيه : نزعات المفكرين المتضاربة في عهد الحكم الحميدى وموقفهم من الخلافة العثمانية والاتراك .

ب - موقف الكتاب والشعراء بعد اعلان الدستور وما قيل في ذلك من شعر ونثر

ج - ظهور الوعي العربي واثر النهضة العربية القومية فى نفوس العرب د - دور الشعر والنثر فى المشادة بين القومية العربية والانتداب او الاحتلال ه- اتجاه العرب نحو الوحدة التى كانت نتيجتها قيام جامعة الدول العربية وبيان القسط الذي يرجع الى الادب العربى الحديث فى انجاح هاته القضية

ثانيا الاتجاه الاجتماعي . ويمكن تلخيصه في المسائل التالية : أ - اهتمام الادب الحديث بالدعوة الى الحياة الجديدة حياة العلم والحضارة

ب - الحملة على المفاسد الاجتماعية الناشئة عن الاندفاع لتقليد ما في الحضارة الغربية من موبقات ورذائل

ج - العطف على الطبقة البائسة فى المجتمع والمطالبة بمحو الفقر والجهل والمرض عنها وانصاف العمال والعناية باليتامى واللقطاء وضحايا المجتمع الخليع

د- مناصرة المبادئ والحقوق الانسانية والمناداة بالحرية والمساواة والثورة على المستبدين والحكام الظالمين والتغنى بالمثل التى قامت عليها الثورة الفرنسية والاشادة بالديموقراطية والحرية . وبعبارة أوضح تغلب النزعة الانسانية على ما عداها من النزعات الطبقية والطائفة .

وقد ذكر المؤلف في هذا المجال بكتب ذات طابع ثورى تقدمى كان لها احسن الاثر في تكوين الروح الانسانية الحرة مثل كتاب تحرير المرأة والمرأة الجديدة لقاسم امين وحرية الفكر لسلامة موسى وثورة الادب لهيكل والغربال لمخائيل نعيمة كما ذكر بقصائد الزهاوي والرصافي وخليل مطران والشابى فى مقارعة الاستبداد والمستبدين .

ه- الانتصار للمرأة والمطالبة لها بحقوقها والاعتراف بمقامها فى المجتمع بالنسبة للرجل . وقد عدد المؤلف الكتب التى ظهرت فى قضية المرأة والقصائد التى ايد فيها الشعراء تعليمها وتربيتها تربية صحيحة وتحريرها ورفع الحجاب عنها . وكان من نتيجة هذه الحركة ان نزلت المرأة نفسها الى الميدان لتفتك حريتها ولم تبق متفرجة على المعركة التى احتدمت بين انصارها وخصومها . نزلت المرأة الى الميدان فأنشأت المجلات التى عد المؤلف منها نحو الاربعين كلها من منشآتها ثم دخلت ميدان التآليف والشعر فظهرت كواتب وشواعر فى اغلب اقطار البلاد العربية شاركن كلهن في التأليف والترجمة وكتابة القصص والشعر والدراسات

وختم هذا الباب بالحديث عن أدب المهجر بامريكا وآثره فى الاتجاه الاجتماعي العربى وأفاض فى بيان ميزات ذلك الادب . ثالثا الاتجاه الفكرى - ويشمل ذلك

أ - التفكير الجديد فى الحياة الروحية التى لم تعد مجرد مناظرات كلامية ومماحكات جدلية بل هى دعوة الى التسامح والوئام والتفاهم وترك النصرات الطائفية القائمة فى الشرق العربي منذ العصور القديمة . وهى دعوة الى مسايرة العلم الحديث بدرس نظرياته ومذاهبه المستجدة مثل نظرية التطور الطبيعى لداروين وغيرها من النظريات الفلسفية المادية ، وقد كان للبحث فى نظرية التطور بالخصوص صدى كبير في الشرق وكان لها انصار وخصوم دافعوا عن المذاهب الروحية وحاربوا النزعة المادية الزاحفة . ونتج عن ذلك التيار ما نلمسه اليوم فى الشرق العربى من تغلب النزعة العلمية وغزوها المتواصل للفكر العربى

ب - الايمان بقيمة الحياة ويعني المؤلف بذلك هذا الاتجاه الجديد المعاكس للنزعة الروحية فى القرون الوسطى القائمة على توجيه النفس الى العالم الاخر والتماس السعادة عن طريق امتهان الجسد وكبح رغبات النفس وتحقير الطبيعية البشرية على انها دنسة غير قابلة للاصلاح كما يقول المعرى

والارض ليس بمرجو طهارتها إلا اذا زال عن آفاقها الانس

هذا الاتجاه الجديد فى أدبنا المعاصر قد استطاع ان يحول اهتمام الناس الى الحياة الحاضرة وان يرفع قدر الانسان فى نظر نفسه ويلقى على وجوده المادى مسحة من الجمال ويظهر ذلك واضحا في كتابات جبران التي قد تتخذ شكل التمرد على القديم البالى والثورة على كل قيد يعوق الانسان عن النمو والخروج من عبوديات الحياة والمجتمع . ويعد المؤلف من باب الايمان بقيمة الحياة هذا التفاؤل المتزن الذى يمثله ايليا ابو ماضى فى شعره ومخائيل نعيمة فى اغلب مؤلفاته ، ولا ينكر المؤلف ان توالى المحن السياسية على الشرق العربى فى السنين الاخيرة . وخصوصا بعد التوسع الصهيونى في فلسطين . قد اثار فى الادب العربى المعاصر موجة من السخط والتشاؤم ظهرت فى الانتاج الادبى ولكن ذلك لم يدفع الادب العربى الى الطريق الذى كان يسلكه القدماء عقب النكبات القومية اذ كانوا يلجآون الى التصوف ويلمسون الحلول في عالم ما وراء الطبيعة - بل ما زادته تلك النكبات والكوارث الا عزما على الجهاد وصلابة في طلب الغلبة من طريق الاخذ باسباب القوة

ج - التفسير اللاتقليدى للغبيات . فقد شهد الادب العربي فى طوره الحديث تطورا في تناول المشاكل الدينية كالحديث عن الطبيعة الالهية وخلود الروح وغير ذلك . تناول هاته المشاكل وفسرها تفسيرا يعتمد على العقل اكثر من اعتماده على الغيبيات والجدليات فسجل بذلك تطورا ملحوظا وضرب المؤلف لذلك مثلا بكثرة من نظموا القصائد " فى الذات الالهية " وفى النفس البشرية وحالها بعد مفارقة الجسد وموقف كل شاعر او باحث من هاته المسائل من موقف اليقين الى موقف الشك او عدم المبالاة . ولكن هاته النزعات المختلفة لم تصل الى درجة الالحاد وانما يصح ان يقال فيها انها انسانية تؤمن بالجمال الروحى الاسنى .

د - التامل فى المجردات المعنوية تاملا قد يحاذى تاملات الفلاسفة المعتمدة على التحليل العقلى ولكنه فى الغالب يكتفى بالتعبير عما تثيره هاته المجردات فى النفس من خواطر واخيلة وهكذا نرى الادب العربى الحديث يتناول مسائل الغيب ومشاكل الانسان ومجتمعه فيتحدث عن الوطنية والبطولة وعن الحرية والعدل والمساواة والاخاء وعن الحقيقة والسعادة وما اليها . وقد ذكر المؤلف اشهر من كتبوا ونظموا في هاته الموضوعات واستعرض شيئا من اقوالهم او احال الى مراجعها في دواوينهم وكتبهم .

ه- النظر المعنوى فى الطبيعة والحياة الريفية . وشعر الطبيعة فى الادب العربي المعاصر كثير كثرته في الشعر القديم ولكنه يمتاز فى طوره الحاضر بشئ هام لم يكن له الا حظ نادر عند الاقدمين الا وهو انطاق الطبيعة والتعاطف معها واعتبارها ذات حياة وروح يمكن مخاطبتها ومناجاتها ومبادلتها الافكار والعواطف كما يمتاز شعر الطبيعة . فى طوره الحاضر بالاهتمام بكل جليل وحقير من أشياء الطبيعة . فما كان يعتبر تافها فى نظر الاقدمين هو عند المعاصرين من صميم الطبيعة . فالشاعر الحديث يحدثنا عن انحناء السنبلة وتفتح البرعم وسقوط اوراق الخريف وربوض البقرة تحت الشجرة واختفاء الفرخ تحت جناحي امه . الخ كما يتفنن فى وصف ما كان يهول الاقدمين فيحدثنا عن صخب العواصف وطغيان السيول واتقضاض الشلالات وقصف الرعود وتلاطم الامواج . وهناك لون آخر من ألوان الادب نظر اليه الشعراء من خلال الطبيعة وهو التاريخ حيث يتجلى لهم جلال القدم وحوادث الزمان . ولأغلب الشعراء العرب وقفات على جبال الشرق وانهاره مثل سينا واحد وغار حراء ومثل النيل والفرات ودجلة وبردى واليرموك . وكلها وقفات كانت موحية بالذكريات التاريخية

رابعا الاتجاه الفنى وهو آخر أبواب الجزء الثامن من الكتاب . وقد تناول المؤلف في هذا الباب أساليب الكتابة والنظم وما طرأ عليها من تطور في عصرنا الحاضر وتوسع فى ذكر النماذج والشواهد فتعرض الى آثر الغرب في ادبنا الحديث الذي كان من نتائجه فى النثر تجدد الاسلوب الانشائي وتطور فنون الكتابة واستحداث فنون اخرى مثل القصة والمسرحية كما كان من نتائجه في الشعر خلق الوحدة الموضوعية فى القصيدة والتوسع فى الخيال والتفنن فى أساليب التعبير بابتكار صور شعرية جديدة وقوالب بيانيه لا يتقيد فيها الشاعر بالقوالب البلاغية القديمة . ولا نطيل باستعراض ما ذكره هناك خلال ٧٧ صفحة من الكتاب .

والحقيقة ان كتاب " الاتجاهات الادبية في العالم العربي الحديث " من أهم المراجع للادب العربى المعاصر وهو حجة على من ينكرون وجود اتجاهات او تيارات ذات بال في ذلك الادب او يرومون التزهيد فى قيمة هذا الانتاج الذى يمثل جهود اجيال من مفكرى الامة العربية . وقد صدر الكتاب سنة ١٩٥٢ ولكن فى وسعنا أن نقول ان ذلك الكتاب قد تجاوز غرضه وأصبحت له قيمة تاريخية فحسب ذلك لان الخطوات التى خطاها الادب العربي فى السنوات الاخيرة بعد صدور الكتاب قد جعلته قديما بعض الشئ . وكل من قرأ الكتاب بامعان يشعر بمثل هذا الشعور ، وهذا دليل على حيوية الادب العربي المعاصر واتجاهه نحو المذهبة المرتجاة

فليس هناك اذن ما يمكن ان ينعت بالعدم او بالقصور والتخلف كما يرى بعضهم بل هناك سير نحو التجدد والتطور . وقد يبدو هذا السر بطئا متعثرا ولكنه على كل حال سير مطرد حسب سنة معلومة من سنن التطور يقرها نقاد الادب ومؤرخوه . على انه يجب الا ننسى ان ادب الغرب الذى ننظر اليه دائما ونجعله المثل الاعلى لما يجب ان يكون عليه أدبنا ليس وليد الامس وانه لم يصب كما أصيب الادب العربى والثقافة العربية الاسلامية بنومة دامت سبعة قرون رانت فيها على الامة العربية عصور من الجهل والانحطاط والعسف والعبودية

اما القوى التى نتجت عنها تلك الاتجاهات فقد تفهم من خلال وصفنا لتلك الاتجاهات نفسها .

اشترك في نشرتنا البريدية