وجه إلى الأستاذ (ع) من دمشق على صفحات "الرسالة " كلمة يعلق فيها على عبارة لى وردت عرضاً فى مقالى عن "البارون " فون أوفنباخ " " الرسالة عدد ١٤١" بشأن "البناء الحر " " الماسونية " وغاياته
وما قلته يومئذ من أن البناء الحر إنما هو حركة من حركات الخفاء العالمية وأنه يعمل منذ الأحقاب لغايات بعيدة المدى، لا تدركها المحافل الصغيرة، ولا المراتب الدنيا، خلاصتها هدم النظم والعقائد القائمة كلها، وإدماج الإنسانية فى مجتمع عام حر التفكير تسوده المساواة الاجتماعية المطلقة، هو أرجح الآراء التى انتهى إليها البحث الحديث فى شأن البناء الحر وغاياته
وقد ذهب بعض أكابر الباحثين إلى أن حركة البناء الحر ليست إلا وجهاً من وجوه (الثورة العالمية) التي تسعى لإحداثها حركات هدامة كالشيوعية وغيرها
وقد كان البناء الحر وراء معظم الحركات الثورية فى العصر الأخير، ولا سيما فى إسبانيا والبرتغال وإيطاليا وبلجيكا
بل ذهب بعض الباحثين، ومنهم المؤرخ الفرنسى الكبير أولار، إلى أن الثورة الفرنسية ربما لم تكن فى جوهرها سوى مؤامرة دبرها البناء الحر، وحاول أن يصل بإضرامها إلى تحقيق غاياته
وكنت أود أن أزيد السائل الأديب بياناً، ولكن يحول دون ذلك اعتلال صحة وأهبة عاجلة للسفر إلى الأندلس
بيد أنى أحيله على بحث مستفيض عن البناء الحر وتاريخه ونظمه وغاياته ووسائله نشرته منذ أعوام فى كتابى "تاريخ الجمعيات السرية " (ص٨٧ - ١١٥)
