تعقيبا علي ما كتبه الدكتور بشر فارس عن رواية " الدكتور " السينمائية ، أقول إن من العيوب الموجودة باللم أيضا أن تبرز صورة الحمار الناهق حينما اطل " الباشا " من نافذة المستشفى القروى ، لكي يتمتع مهواء الريف العليل ، ويتمتع بجمال الطبيعة الساحر ! أما كان الأجمل ألا تبرز صورة الحمار هنا ، وأن يكون بدل ذلك شتى المناظر الفاتنة والصور الخلابة ؟
ولست ادرى سبب تلك الصورة المشوهة التى اعطتها لنا الرواية عن اسرة الدكتور حلمى . وأظهر موضع لتشوهها حينما جلس الباشا وزوجته وابنته إحسان مع حلمى وابويه ، لتناول الغداء
بالعزية ، فهل يعقل ان تقدم " الشوربة " والاطعمة فى صحاف فخمة وادوات " مودرن " ونظام مدني ثم يقدم بعد ذلك الخروف " المطبوخ ، فلا يؤثر في لحمه السكين ، ولا يقدر على تقطيع اوصاله إلا كف الشيخ عبد السلام الشئنة ؟ !
وعند ما دخلت ام حلمي على الضيوف . هل يعقل ان تسلم فقط على إحسان ، ثم تترك اباها وامها ، فلا مخاطبهما بينت شفة ؟ أهذا ما يوحى به الطبع الريفى والعادات المصرية ؟ !
وهناك مظهر اصطدام السيارة المقلة للضيوف بالجمل المثقل بحمله فى حمى العزبة . احقا يفعل ابناء القرى بالسيارة الفارهة وفيها را كبوها وهم غرباء ذوو مظهر وجاه ونعمة ، مثل ما راينا فى الرواية ، مما توحيه الحراة ويمليه التبح ؟ اظن ان الريف بعيد كل البعد عن هذه الروح ؛ فهو لا يزال يجل الغريب ويحيطه بأنواع التجلة والإكبار .
