الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 594الرجوع إلى "الرسالة"

حول فرقة التمثيل

Share

لو جرى النقد المسرحي على النمط الذي أرانا إياه الأستاذ  حبيب زحلاوي في العدد الفائت من هذه المجلة، لوجب علينا  إلا نعبأ بالنقد وإن نطلب الهداية لأصحابه، وأن نعقد   (الفصول والغايات) في تبيان ماهية النقد وأصوله وأهدافه!!

سقطت رواية (يوليوس قيصر) التي أخرجتها بوصفي مديراً  فنياً للفرقة المصرية، ونجحت رواية (مرتفعات ويذرنج) ومخرجها  زميل لي. . . والسبب في هذا - كما يزعم الناقد - أنني قدمت  عن توخي التجويد فني بعد أن وصلت إلى أعلى مراتبه، في  حين أن زميلي دائم التوفر على التحسين والإتقان. كذا؟؟ بهذا جرى زعم الأستاذ زحلاوي، وهو زعم له ما وراءه،  له أن يثير النفرة وبين زميل لي في الفن نجاهد معاً على تحقيق  غرض واحد.

أما أن يعمد الناقد إلى تبيان كيف ولماذا لم تنجح الرواية  الأولى، ونجحت الثانية، وأين مواطن الضعف في هذه، وأين  مراتب التجويد في تلك، وما السبيل إلى تلافي وجوه النقص  والوهن، وكيف نزيد في توخي الإتقان، فكل هذا أمر مطوي  في سريرة الناقد لم يفصح عنه، وأؤكد أنه لو قدر على الإفصاح  عنه لما تردد، لأنني اعهده متلمساً كل عيب يسهب ويفيض في  كل أمر يكتب فيه!!

ولكنني أؤكد أن الأستاذ زحلاوي، لا يقدر على هذا،  وإذا جرى قلمه بشيء منه، فكما تجري مطرقة الحداد في  يدي اليسرى. أسائل الأستاذ زحلاوي ماذا أفاد الناس من نقده وأنا في  مقدمتهم؟ وبماذا ننعت نقدا لا يفيد المنقود ولا القارئ؟؟

ليعفني القارئ من الجواب، ومن أيراد النعت اللائق بذلك  النقد، وللقارئ أن يقول فيهما ما يشاء، ولكنني أقول إن  هذه الظاهرة العجيبة في النقد المسرحي - وهي ظاهرة نطالعها  في أكثر ما يكتب عن المسرح - حدت بالوزارة إلى إنشاء   (قسم النقد والبحوث الفنية) بمعهد فن التمثيل العربي الذي  أتشرف بالعمل فيه.

فهل يجد الأستاذ زحلاوي من الشجاعة الأدبية ما يحث  خطاه إلينا؟ أنني أدعوه دعوة صادقة مخلصة، فنحن ما عشنا  طلاب علم، وإنما العلم من عند الله يؤتيه من يشاء.

اشترك في نشرتنا البريدية