قرأت في (الرسالة) الغراء كلمة أشارت فيه إلى ما تضمنته مذكرة السنهوري باشا التي تهدف إلى إنشاء (معهد الفقه الإسلامي للجامعة العربية) . . . والفكرة جليلة قويمة. . . ولكنها أهملت دعامة الفقه الإسلامي، وحصنه الحصين ألا وهو (الأزهر) إهمالا تاما، ولم تشر إليه من قريب أو بعيد!! فقد أشارت (الرسالة) إلى المعاهد التي تقترح هذه المذكرة إنشاءها.
أولها: (معهد التدريس يمنح الشهادات والدبلومات الجامعية يلتحق به الحاصلون على ليسانس الحقوق من إحدى الجامعات العربية) . . . عجبا!! أليس للأزهريين الحق في دخول هذا المعهد وهم أولى به؟! ولماذا حرموا منه؟!. . . ثم ذكرت أنه ينبغي أن يلحق هذا المعهد بإحدى جامعات الدول العربية، وأفضل هذه الجامعات هي جامعة فؤاد الأول!!. . . وكأن الأزهر الذي حافظ على دراسة الدين الإسلامي ألف عام وخّرج من خّرج من العظماء
ليس أهلا لان يلحق به هذا المعهد، وهو الذي يجمع بين أبناء العروبة من قديم الزمن! وقد جعلته أمم العروبة منارا به يهتدون وكعبة إليها يحجون!. . . وإني لا اشك في أن الأزهر محتاج للتجديد كما نادى بذلك أستاذنا الجليل (الزيات) . . . ولا ريب في أن الأزهر سينال حقه من التجديد والإصلاح عما قريب لما نعهد في شيخه الأكبر من حب للتجديد وأيمان بالإصلاح.
طالعت في ذلك البحث الفياض للأستاذ أبي القاسم بدري عن (الشاعران المتشابهان) . . . وقد ذكر من شعر أبي القاسم الشابى رحمه الله هذين البيتين:
(أنت روح غبية تكره النو ر وتقضي الدهور في ليل حدس
أنت لا تدرك الحقائق إن طا فت حواليك دون حس وحس)
وصحة المصراعين الأخيرين (في ليل ملس) ، (دون مس وجس) وذكر كذلك هذا البيت:
(أيها الشعب أنت طفل صغير لاعب بالتراب والليل ينسى)
وصحة المصراع الأخير (واليل مغس) كما جاء في (الرسالة) الغراء عدد نمرة ٦٦٤ في قصيدة (ليتني. . .!) . . وأورد من شعر التجاني رحمه الله هذا البيت هكذا:
(وأنا اليوم لا حراك كأن قد شد في مكمن القوى أوثاق)
وهو من البحر الخفيف. وصحته:
(وأنا اليوم لا حراك كأن قد شد في مكمن القوى أوثاق)
وهذه ملاحظات يسيرة لا تغض من قيمة البحث الجليل.
