سيدي الأستاذ الزيات تحية وسلام وبعد فقد قرأت يا سيدي ضمن ما أقرأ لك
ما كتبته تحت عنوان (شيطان) في عدد الرسالة الغراء رقم ٢٧٩. والحقيقة أنك قد أتيت على وصف هذه المأساة أدق وصف وحللت شخصياتها أوضح تحليل. واغلب الظن بل ومما لا أشك فيه أن هذه الصورة ليست من نسج الخيال إنما هي بنت الحقيقة، وليس من الغريب أن تقع أمثال هذه المآسي في بلدنا هذا بل إنها واقعة فعلاً في معظم البيوتات المصرية سواء منها الكبيرة أو دونها كل على قدر ما نال. وقد اصبح هذا الداء هو (داء العصر) ولابد أنك يا سيدي الفاضل ترى معي أنه داء عضال لا يرجى برؤه إلا إذا لحظته العناية وقيض الله له نطاسياً بارعاً يستخرج المصل الكافي لقتله - وهذا حسبنا - أو على الأقل يكون واقياً لبقى المجتمع شره الوبيل
وإني لأضع هذه الرسالة في عنقك فأنت خير من يرسل لرفع لوائها وينفث في الأمة روح المعرفة والتوازن بين عادات الغرب الضارة وبين عاداتنا الشرقية الكريمة كي تصلح الشئون ويسعد القوم والسلام عليم ورحمة الله قارئ

