نشرت في الرسالة نقداً لمسرحية (ابن جلا) ، وتعرض للتعقيب على هذا النقد معقبان. . . وقد لمحت في ردي على التعقيبين إلى الدافع لأحدهما إلى التعقيب وقد تصدى الثانى للتعقيب على ردي في العدد الماضي من الرسالة. . . وأبي إلا أن يبتعد عن الموضوع، بعد أن أثبت تناقضه، وتخبطه. . . وراح يتحدث في غرور عن الشرف الذي أضفاه علينا بتعقيبه على نقدنا. . . ونحمد الله على أننا تخرجنا في قسم النقد بمعهد التمثيل قبل أن يدخله الأستاذ إسماعيل رسلان تلميذاً. . . فلم نتشرف حتى بزمالته. . . ولعل في ولعل في تحمسه للرد على نقدنا وفي تطاوله علينا، ما يفصح عن الوسيلة التي وصل بها إلى هذه الأستاذية. على أننا لا ننكر أن المعقب معيد في المعهد منذ شهرين، وقد تخرج فيه هذا العام، وثار حول نجاحه جدل، ى أريد إكراماً لهذا المعهد أن أسرد تفصيله. . وأريد زيادة في التعريف به أن اذكر أن ما نشرته الرسالة له من تعقيبات هو كل ما جادت به قريحة في حياته للفنية.
وليس من الغريب أن ينكر المعقب بمؤلف المسرحية، فهذا هو المنتظر؛ ولكنه لا يستطيع أن ينكر علاقته بالمسؤول عن اختيارها.
وليعلم المعقب أن قارئ الرسالة ممتاز، ومن المتعذر تضليله. فهو يعرف من التحامل ومن المأجور ومن الذي هرب من الموضوع، ومن الذي كتب بأذنه ى يعقله هذا. . . وللمعقب أن يحتفظ لنفسه بنصائحه التي ألبس فيها الضلال ثوب الحق، والإثم ثوب الطهر. . ولست أدري متى عرف الأستاذ ما يليق حتى ينهى عما لا يليق، ومتى عرف الحق حتى يتضح بالتزامه؟. . وإذا كان النقد المنرة عن الهوى يعد في نظرة تسفيها لأعمال الكتاب. . . فهل ينبغي منا أن نسير معه في الركاب؟!. . وهل من ينقد أعمال الكبار، في هذا العصر الذي ينبغي الوصل؟ وبعد. . فأحب أن أقول للسيد رسلان إنه قد حقق الكثير
من آماله. . ولكن النقد أسمي من أن يكون في متناول هذه الوسائل، لارتباطه بالمثل والقيم التي لا تستجيب لغير الحق!
وإذا كان الأستاذ يريد أن يذكر كل الحق فقد كان حريا به أن يشير إلى ما كتبه الأستاذ أنور المعداوي في هذا الصدد حيث قال معقباً على نقدنا للمسرحية، وعلى ما كتبه هو وزميله: (لقد كنت أوثر للناقدين اللذين تعرضا للأستاذ فتح الله أن يبتعدا عن مواطن الاتهام، اتهام القراء لهما بأن حماسهما في نفي المآخذ الفنية عن مسرحية الأستاذ تيمور، قد زادت كثيراً عن الحد المألوف!. . لقد كان يجدر بكل منهما أن يسمو بقلمه فوق مستوى الاتهام الموجة إليه، بدلا من توجه مثل هذا الاتهام إلى الأستاذ فتح الله وهو الرجل الذى لا تربطه بالاستاذ تيمور علاقة من العلاقات، لقد حاول الأستاذ أن يكتب نقداً نزيهاً لا أثر فيه للمصانعة، فكان جزاؤه أن رمي بالتحامل، لأنه لا يجامل! لفته أخيرة أود أن أختم بها هذه الكلمة، وهي أنني أقدر فن الأستاذ تيمور. . . وأحترم نقد الأستاذ فتح الله)
. . . وأعتقد أن هذا التعقيب، أكرم تعويض للناقد الحر في هذا البلد.

