الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 633الرجوع إلى "الرسالة"

ذرة لا تميزها العين، كانت تجارب الذرة أن تجمل، الأرض كرة ملتهبة من الغازات ]

Share

لدمار العالم أم العمران ؟

قبل أن تنشب الحرب بفترة وجيزة وقف لفيف من العلماء أمام مدفع تحطيم الذرة في جامعة كولومبيا يستعدون لأخطر تجربة. ومن يهرى بما سيحدث لو انطلقت آلاته ؟

استولى الرعب على كثير من العلماء فقالوا : إنه دمار العالم . فلن تمضى دقائق أو ثوان حتى تكون الأرض كلها كرة غازية ملتهبة لا أرفيه الإنسان ولا لحيوان ولا نبات ولا جماد، ولكن العلماء لا يريدن إلا تحطيم ذرة واحدة من معدن الأورانيوم . ولكنهم يخشون القوة المنطلقة من هذه الذرة فتفجر ما حولها من ذرات وهذه تفجر ما يليها من أجسام وهكذا دواليك في سلسلة تكتنف النكرة الأرضية كلها وتبيد كونها .

وتمت التجربة وسلمت الأرض؛ فإن سلسلة الانفجارات القرية لم تحدث . وربما تكون قد حدثت ولكنها لم تستمر أكثر من واحد على مليون من الثانية ، أما السبب فكان عدم الدقة في إجراء التجربة ، ولو كانت دقيقة لأييد العالم كله والتفجرت كل ذرات قطعة الاورانيوم فانسابت قوتها تفتك بالعالم .

الذرة

فما هي الذرة وعلى أية قوة تسيطر ؟ فأما الذرة فهى وحدة الجزىء . وهو بدوره أصغر وحذة في المادة ، وهي شيء نظرى لا وجود له في الواقع الملموس وأصغر مادة تراها بعينك تتألف من ملايين الذرات . وهي في جميع المواد التي تلمسها مجموعة من الكهارب بعضها موجب وبعضها سالب . ويسمى الكهرب الموجب بروتون ومنه تتألف نواة الذرة . وحول .

هذه النواة كهارب سالبة تسمى الكترون

ويترتب على عدد هذه الكهارب خواص المعدن إن كان حديداً أم نحاساً أم ذهباً ، فالكهارب واحدة ولكن اختلاف عددها هو الذي يحدد نوع المدن . ومن ثم نشأ الاعتقاد العلمى بإمكان تحويل الحديد أو القصدير إلى ذهب . وقد فشلت جميع التجارب فى هذا السبيل لأن العلماء فشلوا حتى الآن في التغلغل - في الذرة وزيادة كهاربها أو تقليلها .

والبروتونات أو الكهارب الموجبة التي تؤلف نواة الذرة أنقل من كهاربها السالبة وإن كانت أصغر منها في الحجم . ويساوي وزن بروتون واحد وزن ١٨٤٥ الكترون ، وفي المنطقة الخارجية مجموعة من الكهارب السالبة الدائمة الحركة حولى النواة . وإذا زاد عدد الكهازب السالبة أو الموجبة في الذرة فإنه يسمى أيونا .

مائنا مليون فولت

وقدرت جامعة كولومبيا في أمريكا ، وهي المعهد الذي تولى القيام بهذه التجربة ، مقدار الطاقة الذرية التي نتجت عن تجربتها بمائتي مليون فولت أو ما يكفي لإضاءة مدينة كاملة جزء من الثانية ، كما أن قطعة الأورانيوم وهو من أصلب المعادن المعروفة تفتتت إلى ثماني عشرة قطعة صغيرة .

والطريقة التي اتبعتها جامعة كولومبيا في مجربتها هي استخدام كهارب خاصة اسمها " النيوترون " تنطلق من مصادرها على مركز الذو فتحة ق تحصيناتها وتستقر في نواتها ( الكهارب

الموجبة ) وعندئذ يبدأ الاغطرب في القرة وتصيح مثل أنبوب من المطاط والينا ملئه بالهواء فوق طاقته فيجب أن يتخلص من بعض محتوياته أو ينفجر وهو ما يحدث في الذرة التي ترسل طاقتها

وربما كانت سرعة الطاقة المنطلقة هي السبب الذي أنقذ الأرض من الدمار في هذه التجربة ؛ فإن النيوترون الأصلي الذي يحطم الذرة يسير بسرعة أقل من السرعة التي ينطلق بها نيوترون الذرة المحطمة ، ولهذا فإن الأخير يمر على الذرات الأخرى ولا يفجرها وهو في ذلك مثل حبة الحصى التي يريد طفل أن يدخلها. في حفرة على الأرض . فإن قذفها بقوة حربت من فوق الحفرة حتى لو أجاد التصويب . ولكنه لو دحرجها بلطف فإنها تستقر فيها ..

معادن جديدة ؟

وأثبتت التجارب أن النترونات مهما كانت ضعيفة فإنها تستطيع غير أقوى القرات وأثقلها لأن كهاربها الوجبة والسالبة متعادلة .

وفحص العلماء بقايا قطعة الأورانيوم التي فجرت في كل اتجاه فوجدوا أن وزنها الذرى تغير مما يدل على أن عنصراً جديداً طراً على ذراتها وأنها أصبحت معادن أخرى؛ فيمد أن كان وزنها الذرى ۲۳۸ " وزن الأورانيوم " أصبح وزن بعضها الذرى ۱۳۷ و ۴۲۰

ولسنا نستطيع التكهن بما اكتشفه العلماء بعد ذلك من خطوات حتى توصلوا إلى القنبلة الذرية ؛ ولكن الثابت أن تجربة جامعة كولومبيا وما وليها فتحت آفاقاً واسعة أمام العلم ومهدت لاكتشاف القنبلة الذرية التي ترى من المعقول جداً ألا يتجاوز حجمها حجم البيضة لتدمر بضعة أميال من سطح الأرض

وإن كبرت القنبلة عن ذلك في مظهرها الخارجي فإنه في الغالب حجم الثلاف الذي يجب أن تتوفر فيه أدوات خاصة لإجادة التصويب والمقاومة طبقات الهواء وتياراته وأداة فجر القنبلة نفسها . ويجرد فجر مجموعة من الذرات يحدث درجة حرارة بالغة الارتفاع تحدث ضغطاً جوياً عظيما يدى، كل ما حوله ، فضلا عن إشعاله للنيران في المواد القابلة الالتهاب ولو كانت خشباً .

وربما كان اكتشاف القوة التدميرية للمذرة هو أبسط

أسرارها . والمهم أن يعرف العلماء كيف يسيطرون على هذه الطاقة ويستخدمونها في أعمال منتجة . وقد قال أحد العلماء : إن مصنعاً واحداً لإنتاج الطاقة القرية يكفى لتغذية بريطانيا مكل ما تحتاج إليه من وقود وقوى عركة .

ولقد فتح هذا الكشف آفاقاً بالغة السمعة أمام العلم . وستسمع في كل سنة اكتشافات متعددة تؤسس كلها على الذرة وأسرارها ؛ فأمام العلماء شعب لا حد لها وأولاها السيطرة على الطاقة الذرية و توجيهها ، وثانياً خواص الذرة نفسها مما سيؤدي إلى تحويل معدن إلى معدن آخر. ومن يدرى ، فقد تستغل الكهارب الجوية في صنع المادة ؛ فالعالم كله مجموعة من القرات.

اشترك في نشرتنا البريدية