في صائفة عام ١٩٥٠ توفي النابغة على الدعاجي ، وقد تركت وفاته فراغا ملحوظا في الوسط الادبي التونسي ، شعر به كامل من عرف أصالة هذا الاديب الفنان واتاع آفاقه . فقد كان الدعاجي شاعرا ورساما وقصصيا . وكان عميق النظرة ، يميل الى دراسة النماذج الشعبية ويقع منها على حقائق وصور رائعة تظهر في ازجاله التي تغنت بها جميع الطبقات ، وفي تمثيلياته التي تعد بذرة صالحة للمرح التونسي. وكان الدعاجي مع معرفته الجيدة بالادب العربي الفصيح وبالادب الفرنسي ، يميل الى اظهار غالب آثاره بلغة شعبية تونسية ادرك بها اقصى درجات الفن . ومع ان آثاره تصطبغ بصبغة فكهة تعتمد على ابداع النكتة ورقة الملاحظة، فان فيها مع ذلك توجيهات فكرية عميقة ترشح عن عقليه عملية مركزة . ومجلة « الفكر » تغتنم ذكرى مرور ثماني سنوات على وفاة الدعاجي فتقوم ببعض الواجب في تحيته والاعتراف له بالفضل ، ولفت انظار الاجيال الشادية الى الاهتمام بدراسته و جمع آثاره وقد طلبنا الى الصديق مصطفى خريف الذي عرف الفقيد وعاشره طويلا ان يكتب عنه للقراء . «الفكر »
