لى فى الجزيرة ذكريات كلما ... خطرت تهز من الحنين فؤادى
فلقد لبست الغي فى شرخ الصبا ... ومضيت طوع مراده ومرادى
وشربت من كأس الهوى وأبحته ... وعصيت فيه رويتي وسدادى
أيام انعم بالشباب وبالمنى ... ولقاء من أهوى على ميعاد
نلهو ونمرح، والهوى ما بيننا ... نجوى يراوح بيننا ويغادى
تتحدث العينان فى لحظيهما ... عما يحز الشوق فى الأكباد
متجاذبين ما حديث صبابة ... ولذيذ وصل بعد طول بعاد
متبادلين على الشراب ونقله ... قبلات شوق فى عناق وداد
فوق الغدير وبين أزهار الربى ... فى ظل غصن الدوحة المياد
نخشى النسيم تشي بنا خطراته ... إن مر بالعذال والحساد
مستأثرين نغار من عبث الصبا ... ونخاف جامحة الزمان العادي
متعانقين نهيم فى وادي الكرى ... متيقظين على الحمام الشادي
متساقيين من الرضاب، وانه ... خمر الهوى فى غيه المتمادي
تمضي بنا الساعات لا ندري لها ... كيف انقضت فى يقظتي ورقاد
فدع الهوى العذري بعد زمانهم ... ما مر من زمن فغير معاد
جمح الشباب وما ثنيت عنانه ... وجرى، وما من وازع أو هاد
فإذا الغواية موبقات كلها ... تأتي على الأرواح والأجساد
فغسلت بالحج المبارك حويتي ... ورجعت حين رجعت فى الزهاد
ولقد مررت على الجزيرة لا كلما ... عهدته فى غي مع الوراد
فإذا بها وكأنها حجت معي ... أو أننا عدنا معا لرشاد
