الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 38الرجوع إلى "الرسالة"

رب زهر يشوكنى وهو غرسى

Share

"قطع الناظم شطرا من حياته مهاجرا بين أوربا وأميركا من الغرب  ثم بين العراق ومصر وسائر الأقطار العربية من الشرق: فالقصيدة  التالية تمثل حياته المشردة ماثلة بين آلامه فى الحياة وحنينه إلى  وطنه وهو يطوف فى الغرب، معارضا بها قصيدة أمير الشعراء التى عارض  بها قصيدة البحترى فى ايوان كسرى"

ربما أنضج التجارب درسى    لثلاثين من سنى وخمس

ولقد تكشف الغطاء ليومى    عن مآتى غدى بصيرة أمسى

قد لفظت الحياة يشقى بها الحر   ر وتترى منها يدا كل جبس

إذ بلوت الورى ثلاثين عاما    وخد نياى من يراع وطرس

بين جهدين من يد ولسان    تحت ليلين من غموض ولبس

كم أطوف البلاد شرقا وغربا    فوق ظهرين من سفين وعنس

أى جد يغريه بى أى عز    تترامى إليه آية نفسى

البوادى فى العراق أقضت    مضجعى فى الشآم فوق الدمقس

غرست مضجعى قتادا وقالت    لأمانى هونى وتأسى

يصبح الزهر ناضرا وعلى ما    يحبس الدمع فى فؤادك يمسى

قد نزلت العراق أحسب انى    نازل فى العراق دارة قدس

ووردت الشآم تبحث عينا    ى بها عن طبابة المتحسى.

فاذا القول فيهما دار ملك    وإذا الفعل ثم داره فلس

لا يغرنك فى الشآم (١) رجال    موهوا بالرياء وجه الفرنسى

ربما أثرت العيون من الكح    ل وخلف الجفون منبت ورسى

كم أذود الكرى وأنشد عزى    بين ناب من الزمان وضرس

وأعاف المبيت بين نهود    وشفاه من الكواعب لعس

ضاق بى مهيع الفضاء فلا أص    بح الا على قذى حيث أمى

همتى همتى ففيم نواحى؟    فى طلاب العلى ونفسى نفسى

رب يوم ذممته تحت ليل    طالعتنى من أفقه ألف شمس

احرقونى بعد الممات اذا لم    يبن من دارة الكواكب رمسى

اتحدى اصلاح شعبى ولما    تعد كفاى لعبة المتخسى (١)

يتمشى اليه بى من أبى الحا    رث قلب يحدوه جسم ابن عرس

في رؤوس مما أخفض شم    وطباع مما أذلل شمس

هزت الصم صرختى فلماذا    لم تع الأذن منهم غير همس

لم، لم يسمعوا وهم غير صم    لم لم ينطقوا وهم غير خرس؟

ربما أرجفوا بقولى وقالوا    وهم للساخرون، عنتر عبس

وكذا الشعر لم يصب غير قوم    قد أصيبوا من الجنون بمس

واذا الجد لم يهب بكم أوفي    ت على العز من حقائف وعس

فاعجبوا للأريب وهو أريب    واردا فى حياته ورد خمس

وحياة الأديب بارق سعد    يتحداه من طوالع نحس

أمل فى الحياة أبرق فارفض    ت عز اليه من سحابة يأس

لا ألوم الصديق أن يتناسى    سالفات العهود فالبعد ينسى

نكث العهد من حدبت عليه    رب زهر يشوكنى وهو غرسى

ولقد ينكر الصحيح علاجا    هام فيه والنبض تحت المجس

كم طباع تشف عن زهرها الغض    ض جسوم تضاءلت تحت طلس

ولكم تلمس الخشونة فيها    بأكف ممن تصافح ملس

شر ما فى الأنام نعمى مليك    هى فى شعبه عصارة بؤس

وكذاك الحياة سفر شواظ    يتراءى للغر مذهب ظرس

عرس قائم على اس رزء    ورزايا قامت على أس عرس

لا تهن أن قعدت اعزل والخب (م)    من الشعب قائم فوق كرسى

رب ناد ملء الصدور به ذك    ر ابن هند ونهج (٢) حيدر منسى

كيف بالشعب ان يبل وقد أو    رده الجهل آسيا غير نطس

ومن الهون فى الحياة على الحر (م)    خضوع الكريم للمستخس

ايها الشعب، والسلاسل ضاقت    بك ذرعا، أما تحس بنهس؟

عمرك الله! لا يقيم على الضي    م خسيس الحياة غير الاخس

واذل الشعوب شعب تحدى    ذروات العلى على يد نكس

قد يشيد الجبان صرحا ولكن    هيكلا قائما على غير أس

اطرحوا الجهل ساعة وتعالوا    أبصروا فى البحار جنة إنس

بحر علم يطغى بهم فوق شم    من جبال الحديد فى البحر ترسى

قل لمن حاول الزعامة قبلا    بجدا نائل وشدة بأس

أخفقت بعدكم شجاعة عمرو    وندى حاتم وحكمة قس

أفأستعرض الحياة (بنويرك) (م)    (وفى لندن) وغوطة مرسى؟ (١)

ما الذى تبلغ البراعة من عد (م)    السها وهى  فى أنامل خمس

يعجز الحصر ما أحس واضعا    ف خوافيه لم يقع تحت حسى

عرفوا الله كيف يعبد فى القل    ب دما فائرا وعزة نفس

عبدوه منزها لا الى (اللورد)    هووا ركعا ولا (للبرنس)

عبدوا الحق قوة تتلظى    فى أنوف أسد خفان حمس

عبدوه فوق الطروس يراعا    وخميسا يموج تحت الدرفس

اشترك في نشرتنا البريدية