بعد ما عشت زمانا في قناعة
أقبل الحب ملحا في الشفاعه
طائر قد ذدته عن أيكه سنوات ثم أنبئت ارتجاعه
راعه ما راءه من وحشتي
أثري أنفر أم امضي تباعه
قد سلا القلب ، فلا اللقيا غدت
مشتهاه ، لا ، ولا يخشى وداعه
قال لما خفت من لجنه :
ذلك الزورق ما أقوى شراعه !
قلت : أخشي الموج أن يطغى علي
جانبيه . قال : لا تخش انصداعه
قلت : قلبي ! أين قلبي ؟ قال لي :
إنه عندي مملوء شجاعه
آض في ظلي وضيئا مشرقا
فأغذ الخطو واستقبل شعاعه
إنما الدنيا - بل الأخري هنا
أعلنت عن سحرها تبغي انتجاعه "
أقلع الزورق بالقلب ، وبى في سبيل الحب ما نلقي الجماعة
جد ( فاستتوقفته أسأله ) :
أفلا تخشي من اليم اتساعه ؟ !
بعدت عن ناظري شطآنه وترامي موجه ، فانظر صراعه !
قال : ما في الموج من بأس على هيكلي ، فاثبت ! ولا ترهب قراعه
قلت : تغريني ! فألوي باسما
يتهادي في لبان ووداعه
يضرب الموج فيهوي ساكنا
فاتحا من حرقة الشوق ذراعه
ذاك لحن بيننا منبعث
من صناع نال أسرار الصناعة
لذ حتى أنصت الدهر له
مستطارا يتمني لو أذاعه
لا الكراوين ولا الورق ولا
قمريات الكون تستطيع اصطناعه
ذاك لحن الحب ، ما أروعه !
ذاك صوت الحب ، لا أخشي اتباعه
وتم الحب فيا أذن اغنمي
نغم الحب ، فما أحلى استماعه !
يا مني نفسي ومرسي خاطري
وحمي قلبي إذا ما الدهر راعه
هل تري أنت فإني لا أري
غير بدر واحد ألقي شعاعه
جرع القلب أفانين الهوي وأذاق النفس أهوال الضراعه
كلما شع تهاوت أنجم واستثير الكون من نور أشاعه
لا تقل لي : هذه الشمس ، ولا ذلك البدر بدت منه الصداعه فالدجي يطغي علي شمس الضحي ويحور البدر ما ثمت اتساعه
لا تخف زهرا من الروض فما ضاع إلا في سويعات مضاعه
لا تخف شيئا وردد : إنني
أبدي النفع قدسي النصاعة
أنا وحي الخلد في هذا الوري
فاحس من خمري ولا تخش انقطاعه "
يا مني نفسى ! صفا الليل فما
فيه إلا هدأة عمت بقاعه
ههنا الحب دعانا ، فاستجب
إنه لم يدع إلا من أطاعه
طر بنفسي في خيال مطلق بعدت فيه عن النفس القناعه
واجل لي الخلد فإني ظامئ
قلبي الحران قد ود انتجاعه
وامض بالروح بلا جسم فما
أثقل الجسم إذا رمت ارتفاعه !
