الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 1الرجوع إلى "الفكر"

رجل حطم نفسه

Share

إذا رأيته يهرول فاعرف انه في ازمة ! . . وأزماته عصيبة دائما . واعرف كذلك انه يسعى الى دكان ( مصطفى ) . وعند ( مصطفى ) هذا يكمن سر الفرج ، وترقد الذخيرة !

اما نوع هذه الذخيرة فهو عبارة عن قراطيس صغيرة تحوي مسحوقا أبيض إذا شم منه صاحبنا قليلا احس بنفسه قد ارتفع الى عليين ، او كأن الدنيا نفسها قد تحولت الى اخرى اجمل وابهى .

والعجيب فى الامر . . ان تناول هذه الاقراص كان بالنسبة اليه اراديا اول الامر . ولكن بعد مرات ثلاث ضعفت الارادة والحت الضرورة حتى لكأنها ملكته تماما . . . .

كنت سالكا الطريق الى منزلى الذي يقع فى آخر الزقاق ، وكان جاري خالد يسكن بأوسطه . مررت ببابه كعادتى زوال كل يوم بدون ان انتبه الى انه كان مواربا وان الرجل كان واقفا خلفه ينتظر مروري .

وما ابتعدت بضع خطوات حتى سمعته ينادينى بصوت مضطرب خافت ، والتفت . عند ذلك اجتاز عتبة بابه وتقدم نحوي .

نظرت الله متأملا ، فاذا ثيابه مفككة الازرار ، مشوشة النظام ، وقدماه حافيتان . أما عيناه فكانتا زائغتين تبعثان الفزع .

وقبل ان أسأله عما به ، وعما يريد منى ، بادرنى يقول في نفس لاهث : - الله يفضلك يا أخى . . ارحمني انا اخوك . . ثمن (أوقية)  واحدة . . اني سأموت . . منذ صباح الامس لم اتناول شيئا ، اعطني وسأرد لك . . لم اجد من يغيثني . . الله يفرحك يا اخي

لبثت أول الامر كالمشدوه ، اتأمل هذه اللهجة التي يحدثني بها مخاطبي واعجب من هندامه المغفل . ثم عندما ختم حديثه واخذ ينظر إلى بعينين مليتين بالرجاء ترددت وتساءلت هل اسعفه ام لا ؟

واغثته اخيرا .. كان منظره مؤلما فحملنى ذلك على مشاركته الجريمة فمددت اليه النقود ، وما ان لمستها يداه حتي نزل الرقاق مهرولا ، لا يلوي على شيء .

وكنت اعرف الى حيث سيذهب رأسا . . بلا جدال ، الى دكان مصطفى .

ومصطفى هذا ، رجل اسير المخدرات مثل خالد ، الا انه لا يكتفى بذلك بل يتكسب بها حتى اثرى ؛ والذي يعرفه الناس ، ان مصطفى تاجر فواكه وغلال ، يحتوي دكانه المشهور على جميع اصنافها وقد رتبت فيه بذوق جميل . كثيرا ما تحتاج اليه جماعات الساهرين لتزويد مجالسها بالاطايب ، فى مختلف ساعات الليل .

اما تجارة القراطيس الصغيرة فما كان يعلم بها الا خاصة الخاصة . وكان يبلغني من وراء بعض احاديث الاصدقاء ان جل زبائنه ، استهواهم وجرهم الى هاوية الادمان هو ، لا غيره .

إغراء في الاول ، ثم تشجيع بعد ذلك ، وفي الآخر زبائن له .

وهذا ما حدث فعلا لخالد . . كان المسكين في سعة من العيش ، وكرم في الاخلاق ، حتى جاء اليوم الذي عرف فيه مصطفى . وكانت بداية سلسلة العذاب . لم أكن اتصور يوما ان تصل به الضعة الى استيقافى في الزقاق وسؤالي . وعهدي به سابقا يرضى المبيت بلا عشاء دون ان يمد يده لاي كان .

واشد ما يؤسف فى القصة ان الرجل متزوج وله ثلاثة اولاد اكبرهم فى الثامنة من عمره . فانصرف عنهم الى " تعمير رأسه "

وبمواصلة الادمان ضعفت همته فى العمل الذي لم يكن يدر عليه ربحا قليلا ، والذى كانت آفاقه تبشر بمستقبل ناجح ، فصار التواكل طبيعة فيه ، والاستدانة طريقة يتخلص بها من مطالب اسرته التعسة .

ولما قصمت الديون ظهره انقلب يبيع أثاث منزله قطعة بعد اخرى . وكان يفعل ذلك حينا على مرأى من زوجه واحيانا خفية حتى بلغ به الامر الى ان اخذ غطاء اولاده الى السوق ، ومعه بعض حلى امرأته . .

. . . فى ذلك اليوم بلغ الصبر بزوجته منتهاه -فاستدعت اخوين لها ، ليأخذاها الى اهلها ؛ ثم صرت ما بقي لديها من الثياب ، واخذت اولادهما ، وتركت له المنزل قفرا . ليلتها . . لم اكد انفض يدي من طعام العشاء ، اذ طرق الباب ، فلبثت منصتا قليلا ، بينما ذهب الخادم ليرى من بالباب . ولما رجع قال :

(سي خالد) بالباب يريد مقابلتك . فنهضت عن المائدة ، وانا اشد ما اكون استغرابا لهذه الزيارة الليلية المفاجئة . ولما خرجت الى الزقاق ، وجدت جاري المسكين واقفا تحت ضوء المصباح الباهت ، وقد تهدلت عضلات وجهه ، وتقوس ظهره . ونزل كتفاه قليلا الى اسفل كانهما تنوءان بحمل ثقيل .

وعندما شعر بخروجي اليه ، التفت فجأة نحوي ، واجهش بالبكاء ، ساترا وجهه بكفيه .

ادهشني ما رأيته عليه أول الامر ، ولكنى - قبل كل شئ - اردت ان اعرف ماذا وقع . سألته في حيرة : - ما بك يا هذا ؟ ! ماذا جرى ؟ قل لى ماذا وقع . . ثم ابك ان شئت . فرفع إلى وجهه المغمور بالدموع وقال بصوت متقطع : - زوجتي . . - ما بها ؟ ماذا حدث لها ؟ - أخذوها منى . . حرموني منها ومن اولادي . . جئت استجير بك .. انا لم أعد أصلح لشئ . . كن في عوني . . اعتبرني أخاك وأرجع لي امرأتي وأولادي . ولكن أين ذهبوا ؟ من أخذهم منك فصر على أسنانه وقال فى شدة : - أخواها يا سيدي . . لقد حسبت أنها ذهبت في زيارة قصيرة لهم ، عندما رجعت ووجدت الدار فارغة . ولكن لما لحقت بها ، لترجع معى ، خرج لي أخوها الأكبر ، ومنعنى من دخول منزله ، قائلا إن أخته تأبى العيش عندي ، لاني لم أعد جديرا بها . - إيه . . ماذا فعلت ؟

- . . أصررت على الدخول لآخذ زوجتي قسرا ، فنادى أخاه الآخر ، ثم جعلا يهددانى بالضرب إن لم أرجع إلى الدار في الحين ، ودحرني احدهما حتى كدت اهوي على وجهى . فرأيت أخيرا أن لا فائدة في الالحاح . وتركت المكان هائما ، تخنقني العبرة ، ولا تكاد الدنيا تسعني .

قلت له وأنا لا ازال في حيرة من أمره : - وكيف العمل إذن ؟ ثم ماذا فكرت ؟ فنظر الي باستعطاف ورجاء بالغين ، وقال : - أنا متحقق من سماحتك وفضلك ، ولهذا قصدتك ، لتكون وسيطا بيني وبين أخويها .

ثم عاد الى النشيج وهو يغمغم : - لن استطيع الدخول الى منزلي وهو فارغ ..؟ اريد زوجتي او اقتل نفسي .. رباه ماذا فعلت ؟ لبثت افكر لحظة ، ثم دعوته الى الدخول معي الى منزلي ، حيث تركته بغرفة الاستقبال ، وخرجت الى زوجتي فامرتها بأن تتهيأ للخروج معي . . . . ولما صرنا فى الطريق ، رويت لها قصة خالد المسكين ، وقلت لها إننا سنذهب الآن الى منزل اصهاره ، وقد اخذتها معى لتحاول التأثير فى الزوجة الهاجرة ، علها تصفح عنه وتعود ، وعساه يأخذ من الحادث درسا رادعا . وقلت لها إني اثناء ذاك سأحاول التأثير في اخويها ، وكانت لي بهما معرفة بسيطة .

بينما كنا عائدين الى البيت ، والليل يوشك ان ينتصف ، التفتت الى زوجتي وقالت : - حاولت وحاولت فلم أنجح ، استحلفتها بأولادها وخوفتها من ضياع مستقبلهم ، ان هي اصرت على الانفصال . فقالت لي : انها -بالعكس من ذلك - لم تحرص على الانفصال الا خوفا على مستقبل اولادها ، وخشية ان ينشأوا في جو ملوث ، وانها ستتبع نصيحة اخويها بالبقاء عندهما ، ولو مؤقتا ، حتى يرجع زوجها عن فيه . قلت الى زوجتي :

- كذا اخواها ، لبسا مصرين على تطليقها ، وانما يريدانها على البقاء عندهما ، حتى يصلح الرجل من امره . - سنرى .. ان ذهابها عنه ليس حلا .. سوف لا يزداد الا انهما كا ... - تقصدين بدافع اليأس ؟ الامر معقول. وسكت قليلا لافكر ، ثم قلت لها : - عندي فكرة !.. ما قولك في ان اتولى أنا بنفسي إصلاحه وعلاجه ؟ فالتفتت الى مندهشة ، فتابعت حديثي قبل ان تستطيع الاستفسار : -.. ألا ترين ان الرجل مريض ؟ وسأداويه .. ولكن بطريقة خاصة ، سوف ترينها . هو حطم نفسه . وأنا سأعينه على خلق نفسه من جديد .

وكانت زوجتي ، عندما سكت ، لا تزال تحملق فى وجهى متسائلة ، كأنما لتستطلع نواياي ، وقد بدا في نظرتها بعض القلق ، فقالت : - مالك يا رجل .. دعنا من الناس . وسكتت برهة ثم أضافت في استغراب : لم تقل إذن ، عندما خطبتني ، أنك تشتغل طبيبا فى بعض الاحيان ؟...

بدأ خالد ، من يوم ذاك الحادث ، ينقاد لارادتى . بعد أن ألقيت عليه محاضرة طويلة ، بينت له فيها نتائج سلوكه ، وقلت له ختاما : - إن اهتمامي بشأنك يسمى تداخلا فيما لا يعنيني ، ولكني سأتداخل رغم ذاك ، وليس من دافع غير الرثاء حالك ، ونية خالصة في مساعدتك على النهوض بنفسك من جديد . ولذلك لا اطلب منك سوى السمع والطاعة لما أشير به عليك فهل أنت موافق ؟

فأشار برأسه أن ( نعم ) . عند ذلك شرعت أملى عليه أحكامى ، وقد قبلها بلا استثناء ، لانه كان تحت تاثير ضغط نفسانى شديد ، نشأ عن شعوره بالندم ، والاسف لما وصلت اليه حاله من الضعة والانهيار. أمرته أن يقفل منزله اولا ، لانه لم تعد له به حاجة ، وذلك بعدما رتبت له غرفة عندي يستقل بها ، وطلبت منه أن يلازمني . . .

ولما كنت مضطرا الى الالتحاق بعملى يوميا ، استدعيت صهري وكان مسنا ليقيم عندنا زمنا ، ونصبته عليه حارسا .

ثم كان علي ان ارتب له يوميا صحفة كبيرة من خليط السمن والعسل ، ليقاوم بها السم الذي بعثه المخدر في عروقه ، والذي تركه كالعود اليابس .

ثم اوصيت جميع من في المنزل ان يلبوا طلباته ، وان لا يتركوه يخرج الى الشارع .

مضى اسبوع كامل بسلام ، وكنت اثناءه احض جاري المسكين ، على الصمود امام نفسه الامارة ، واحيى فيه العزم على مقاومة رغبته الملحة فى الانقياد لشهوته الخبيثة . ولكني اعترف ، اني حتى ذلك الحين ، لم اصل بعد الى النتيجة التى كنت ارغب فيها .

.. وصادف ، ضحى احد الايام ، وكنت كالعادة في عملي ، ان ذهب صهري لزيارة ابنة له مرضت ، واشتغلت زوجتى ببعض شؤونها فى المطبخ . فانسل خالد - تحت تأثير رغبة شديدة - الى غرفة نومى ، فاخذ منها خاتما لزوجتى ، كانت تركته على طاولة هناك ، ثم انفلت الى الشارع بدون ان تشعر به.. ولم تكن وجهته سوى دكان مصطفى .. صاحبه العزيز!..

ولما رجعت الي المنزل ، عند الزوال ، طلبته فى غرفته فلم اجده ، وسألت عنه زوجتى ، فقلبت شفتها .

واحببت ان اثور عليها ، ولكنى تمالكت ، إذ ذكرت انها لا تقوى عليه ان صح عزمه على الخروج ، وهى امراة ضعيفة ؛ وتذكرت انها قالت لي مرة ان منظره يخيفها عندما ياخذه سعار المخدر .. ولم تخف عني انها تحتمل وجوده عندنا على مضض .

اني اعذرها .. ولكنى لم اقل لها ذلك ، بل كنت اذكرها دائما بتوصية الرسول بالجار ، فتسكت على كره .

تناولت عدائي في وجوم احدث نفسي بأن مريضي ربما اشتاق الى جولة يفرج بما عن نفسه ، وانه لا يلبث ان يعود

ثم لما انهيت غدائى دخلت ، خلف زوجتى ، غرفة النوم ، قصد الاستراحة قليلا . واذ صرنا هناك ، رأيتها تقف جامدة أمام مائدة صغيرة تتوسط الغرفة ، وقد اصفر وجهها . فسألتها متعجبا : - ما بك ؟ ماذا رأيت ؟

- الخاتم اختفي . . هنا وضعته فى الصباح . - ولكن . هل دخل غيرك الحجرة : - لم يدخل أحد المنزل اليوم .. والخادم كما تعلم يزور أهله منذ الامس . ولكني عرفت من أخذ خاتمي .

- ماذا تقصدين ؟ لعلك نقلته الى مكان آخر . - لا سيدي . . أنا متيقنة من انى وضعته في هذا المكان بالذات ومريضك أيها الطبيب هو الذي سرق خاتمي . . هذا لا يطاق ! يدخل بيتي وأكرمه . . ثم يسرقني . هل رأيت جزاءك على فعل المعروف في غير اهله.. انت تسقيه السمن والعسل ، وهو يجازيك بسرقة حلى زوجتك .. ايرضيك هذا . أنا سوف انفجر . . ولن اطيق المكوث فى هذه الدار ما دام هو فيها ، هذا آخر ما اتحمله ...

.. واسترسلت في خصامها وهى تحملنى مسؤولية ما حدث وتقول : لو تركت اصحاب البلايا فى البلايا ، لما حدث لنا شىء ، وكنت اثناء ذلك اقاطعها من حين الى آخر لادعوها الى السكينة والتعقل . اذ قد يكون الرجل بريئا مما رمته به ، وان كنت في قرارة نفسى ، بدأت اؤمن بصدق قولها .

وفي آخر الامر ، لما طال الجدال بيننا ، عدلت عن الاستراحة ، وخرجت الى الشارع ، تاركا زوجتى في اشد الغضب ، وقصدت دكان مصطفى ، لاعرف ان كان خالد قد مر به صباحا . ولما جئته وسألته ، أجابنى ، بانه رآه مارا من امام الدكان قرابة الساعة الحادية عشرة .

وكان هذا كافيا لان افهم ان خالدا ، لم يمر به فقط ، بل وقف عنده ، وأخذ منه قرطاسا أو اثنين ، مقابل ضمان الخاتم الذي سرقه لزوجتى . لانه لا يملك نقودا . ورجعت الى البيت ، وانا أفكر فى حل للمشكل الذي وقعت فيه ، وأتسادل

هل من الممكن ان اترك صاحبى لمقاديره ، بعد ان جازانى بهذا العقوق ؟.. او استمر في علاجه ، رغم هذه النكسة ؟ ولكن ماذا أفعل مع زوجى ؟ هل أعرض حياتى معها للخطر ؟.. ولما وصلت الدار ، وجدت امرأتى تنتظرنى وبيدها وريقة ، قدمتها لى ، بمجرد ما ادخلت قائلة .. - انظر ما بها .. أتى بها طفل من اولاد الجيران بعد خروجك وقال انها من (سى خالد).

وقبل ان تتم كلامها ، كنت قد اخذت منها الورقة وفضضتها فوجدت مكتوبا فيها ما يلى : .. العفو يا اخى لما احدثته لك من ازعاج .. انا الذي سرقت خاتم زوجتك . ثق انى لم ادرك فداحة ذنبى الا بعد ان اقترفته . لقد تغلب على الشيطان.. فارجوك ان لا تحقد على لما سببته لك من شقاء مع زوجتك . لقد سمعتكما تتشاجران من اجلي ، وكنت راجعا الى غرفتي ، فوخزنى ما بقى من ضميري ، وقررت التخلص من هذه الحياة . لا تحقد على ، بل ارث لى ، واطلب لي الغفران .. أخوك التعس : خالد .

دسست الورقة فى جيبى ، وخرجت اعدو كالمجنون . لم اكن اعرف الى حيث أقصد ؟ . ولكن ما ان صرت فى الزقاق ، حتى وقع بصري على باب منزل له . فرأيته ليس مغلقا كما كان . وجريت اليه ودفعته فانفتح . وما ان تجاوزت العتبة ، حتى تسمرت في مكانى ، وقف شعري . فالغرفة التي تقابل الداخل كانت مفتوحة ، وفي اطار بابها المشرع بدا خالد متدلى من السقف بحبل مشدود الى عنقه .. وهناك على ارض الغرفة كرسى مقلوب .. بعيدا عن قدميه .

لم استطع زيادة الوقوف ، فتركت الباب مفتوحا .. لكي يطلع من يمر من من الجيران على ما وقع ، ورجعت الى داري اجر قدمي جرا ، واعصابي تكاد تنفجر. واذ دخلت نظرت الى امرأتى فى تساؤل ، فحدقت فيها قليلا ، ثم قات لها : ( لقد شنق نفسه . ) فرفعت يدها الى فمها كأنما لتكتم صرخة فزع ، بينما واصلت طريقي الى حجرة النوم ، حيث ارتميت على كرسي ، ووضعت رأسي الذي يكاد ينفجر بين يدي . ولم تمض برهة حتى أتاني من المطبخ صوت نشيج مكبوت .

اشترك في نشرتنا البريدية