بكاد إخراج الطبعة الثانية لرحلة التجاني ان يتم وقد عزمت كتابة الدولة للمعارف منذ سنتين اى منذ ان تأسست مصلحة التأليف والنشر على إعادة طبع هذا المؤلف القيم وعهدت الى الاستاذ حسن حسنى عبد الوهاب رئيس المعهد القومى للاثار ان يحقق النص وان يقدم له . وربما يجد القارىء هذا الكتاب فى المكتبات رأينا من المفيد ان نزوده ببعض معلومات عن الرحلة واهم محتوياتها وبتخطيط عام لحياة المؤلف بقلم الاستاذ محمد الصالح المهيدى
" الفكر "
يستطيع المطالع لهذا الكتاب ان يقول عنه بانه رجع من مراجع الأدب التونسي في القرن السابع الهجري ، كما يستطيع ان يقول بانه مرجع من المراجع الجغرافية للمدن والقرى والمداشر التونسية والليبية
ذلك لان مؤلفه الذي خرج من تونس يوم الثلاثاء رابع جمادى الاولى سنة ٧٠٦ متوجها إلى الجنوب التونسي ومنه الى طرابلس ثم عاد إلى تونس يوم الجمعة سادس عشر صفر سنة ٧٠٩ قد قضى ٩٧٥ يوما ذهابا وايابا على مراحل اقام خلالها بغمر اسن في الجنوب التونسي اربعة اشهر وثلاثة عشر يوما كما اقام بمدينة طرابلس ثمانية عشر شهرا قد سجل في رحلته ما شاهده من حالة المدن والقرى وتحدث عمن اجتمع به من الادباء والشعراء والعلماء وما رواه عنهم من علم وادب ، ثم نقل جملة
من اشعار من ذكر عن كتب اكثرها الان مفقودا وفى حكم المفقود ككتاب الروضة الموشية فى شعراء المهدية لابن الكاتب والانموذج لابن رشيق وكتاب التاريخ لجعفر ابن شرف ، وكتاب التاريخ لابى اسحاق ابراهيم ابن القاسم الكاتب المعروف فالرقيق القيرواني وغيرها من الكتب
وتحدث التجاني زيادة على ذلك في رحلته عن مجمل تاريخ امهات المدن التونسية كالمهدية وسوسة وصفاقس وقابس واستعرض خلال ذلك ما حدث مع الوقائع الكبرى والاحداث الجسام التى مرت بالبلاد التونسية فقد تحدث عن مهاجمي الاستقلال التونسى في القرون الوسطى امثال :
على بن اسحاق الميورفي واخيه يحيي ، وشرف الدين الأرمنى المعروف بقراقوش المملوك الملك المظفر تقى الدين ابن شاهنشاه ابن ايوب
وايوب ابن خيران الزوبلي النكاري احد قواد ابي يزيد الخارجي ويانس الصقلي الذى كان واليا على برقة من قبل الحاكم بامر الله ملك مصر
ويعقوب ابن ابى يعقوب يوسف بن محمد الهرغي الذي انضم الى الثائر الجوهري ضد ابى زكريا يحى الحفصي
كذلك نجد فى هاته الرحلة حديثا عن المكتبة الحفصية داخل القصبة وكم كانت تحوي من آلاف الكتب . ومن تولى امرها من الحفاظ
وعن المنارات الاغلبية التي كانت مقامة على الساحل التونسي والليبي وعن القواد البحريين للاسطول الموحدي الذي انقذ البلاد التونسية من الاحتلال الاجنبي ( النرمان ) ووحدها بعد ان تفرقت ملوك طوائف
وعن اهمية أول جزية قبضها العرب الفاتحون من التونسيين في الفتح الأول إلى غير ذلك من الاخبار والحوادث المتعلقة بماله اتصال بالتاريخ التونسي ثم نجد الى جانب ذلك مجموعة من اشعار العائلة الجانية منها ستة وعشرين
قصيدة للمؤلف نفسه زيادة على ما قاله الشعراء المعاصرون للمؤلف في مدحه او جوابا عنا خاطبهم به من الشعر
والتجاني يذكر ايضا في رجلته الكتب التي الفها ويذكر كتبا اخرى في الادب والشعر والفقه والحديث والاصول اكثرها تونسى قد ضاع الان بسبب ما لا فته تونسى من الفتن والحروب وعلى الاخص اثناء الاحتلال الاسباني
وقد كانت من اهم المصادر التى اعتدها المؤرخون التونسيون والرحالون التونسيون الذين استقوا منها معلومات جمة فيما القوه من الكتب وعلى الاخص ابن الشباط والوزير السراج ومقديش
التعريف بالتجانى
هو ابو محمد عبد الله بن محمد بن ابراهيم التجاني ولد بتونس وقرا بجامع الزيتونة ومن شيوخه والده الذي تفقه عنه وقرأ الادب والشعر على ابى عبد الله محمد بن عبد الجبار الرعينى السوسى بتونس كما اخذ علم الحديث والتفسير عن الشيخ عبد العزيز بن عبد العظيم بن عبيد الطرابلسى بطرابلس اثناء اقامته بها اذ قرأ عنه صحيحي مسلم والبخارى وغيرهما من الكتب حسبما اشار ذلك في رحلته
وترجم الى التجاني الشيخ محمد مخلوف المنستيري في كتابه شجرة النور الزكية فى طبقات المالكية المطبوع بالقاهرة صحيفة ٢٠٦ .
كما ترجم له الشيخ محمد النيفر في كتابه عنوان الاريب ج ١ صحيفة ٨٩ والعائلة التجانية المنسوب اليها المؤلف عائلة علم ودراية تحدث عنها العبدرى
في رحلته فتكلم عن ابي الحسن على ابن ابراهيم التجاني . وعن امراة من آل بيته لم يسمها العبدري . وعن ابى حفص عمر بن ابراهيم التجانى وروى العبدري بعض اشعار التجانين في رحلته ( صحيفة ١٢٢ خط ) وترجم السيوطي في كتابه بغية الوعاة في طلقات اللغويين والنحاة الى البعض من افراد العائلة التجانية ( صحيفة ٣٢٦ ط القاهرة )
اما المؤلفات المنسوبة الى التجانى فالمعروف منها
1- رحلته التى نحن بصدد الحديث عنها ٢ - كتاب الدر التنظيم جمع فيه اخبار الادباء والشعراء 3- نفحات النسرين في مخاطبة ابن شيرين وهو ابو بكر بن محمد ابن احمد بن شبرين جمع فيه ما دار بينهما من الاشعار
٤- تحفة العروس ونزهة النفوس يشتمل على ادب وتاريخ صنفه للسلطان ابى زكريا الحفصي ولم يطبع من هاته الكتب الا الأخير الذي نسب غلطا الى الشيخ احمد التجاني ولم نتمكن لحد الآن من معرفة سنة ولادته ولا سنة وفاته فيما لدينا من كتب المراجع التاريخية
