الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 307الرجوع إلى "الثقافة"

رد على تعقيب

Share

في مساء الخميس ٢٢ نوفير سنة ١٩٢٨ ، ألقي الأستاذ الفاضل مصطفى منير ادهم بدار الجمعية الحغرافية الملكية عاضرة قيمة عن " رحلة الإمام الشافعي رضي الله عنه إلى مصر " - وقد سمع هذه المحاضرة جمهرة من أهل الفضل والعلم والأدب ، فشهدوا للمحاضر بفضله وعلمه وادبه . وتبرع فضيلة الشيخ عبد الرحيم الدمرداش باشا بنفقات طبع هذه المحاضرة تلبية لطلب المستمعين الذين اعجبوا بها . فطبعت في سنة ١٩٣٠

كل هذه الملابسات كان لها شأنها في اعتبار تلك المحاضرة من المصادر التى يصح الوثوق بما فيها من بيانات .

وقد كانت هذه المحاضرة أمامي ، وأنا أكتب كلمتي التي نشرتها " الثقافة " تحت عنوان : " حافظة امام " بالعدد ٣٠٣ . وقد حرصت منذ بداية المقال على ان اشير إلى مرجعي فيه فقلت ؛

" إلي الأستاذ الفاضل مصطفى منير أدهم يرجع الفضل فيما تحويه هذه الكلمة من بيان " .

وإلى هنا وكل شئ يسير سيره الطبيعي . . ثم ظهر العدد ٣٠٦ من " الثقافة " وبه كلمة بتوقيع م . م.ا عنوانها " نقطة تاريخية " ، لاحظ فيها كاتبها المحقق أن القصة المنسوبة إلى الإمام أحمد بن حنبل من أنه زار مكة ، ودخل السجد الحرام فوجد الشافعي وهو في الخامسة عشرة يقرأ للناس حديث رسول الله - لاحظ حضرته ان هذه القصة تحتاج إلى تصحيح ؛ لأن الإمام الشافعي ولد في سنة ١٥٠ ه فهو يكون قد بلغ الخامسة عشرة من عمره في سنة ١٦٥ ه . ولما كان الإمام أحمد بن حنبل قد ولد في سنة ١٦٤ ، فلا يصدق انه ذهب لأداء فريضة الحج وسنه سنة واحدة . . .

وإلى هنا ايضا وكل شئ ما زال يسير سيره الطبيعي . . فإن الملاحظة في محلها . والقصة المذكورة لابد أن

تكون قد وضعت وضعا لإضافة مجد جديد إلي ما كان للشافعي من امجاد كثيرة . ودليل وضعها مقارنة هذه التواريخ الثابتة بعضها ببعض . والتصحيح العلمي لاغضاضة فيه ، بل إن طالب العلم ليغتبط بأمثال هذه الملاحظة الرشيدة اغتباط الرجل الرياضي الذي يكسب منه زميله نقطة فيقوم لمصافحته إعجابا بمهارته في اللعب

ولقد تولاني مثل هذا الشعور فعلا عقب فراغي من تلاوة هذه الملاحظة القيمة . وأحببت أن أقول لصاحبها : " اشكرك " وفي نفس الوقت لم يسترح ضميري إلي أن اترك الأستاذ مصطفى منير أدهم دون أن أشركه معي في هذا الكسب الحديد ، لعله ان يفكر في إعادة طبع محاضرته هو أو من يقيضه الله لها من أهل الفضل فيتدارك هذا الخطأ في طبعته الجديدة .

وإلى هنا ايضا وللمرة الثالثة - وتزداد الامور توفيقا في أن تسير سيرها الطبيعي . .

ولكني عندما أمسكت بقلمي لا كتب الرسالتين ، وجدت أني ساكتب إحداهما باسم الأستاذ : مصطفي  . منير . ادهم ، والأخري باسم م . م .  ا فتوقفت . ذلك بأن الأمور بدت كأنها تسير في غير سيرها الطبيعي ! إذ هل من الممكن مثلا ان يكون الاستاذ م .م هو نفس الأستاذ مصطفي منير ادهم ؟ اللهم إن هذا بعيد . فإن لم يكن بعيدا فاجعله اللهم بعيدا ! إنك تمحو ماتشاء وتثبت وعندك أم الكتاب !

ونحن على أية حال في حاجة إلي سماع رد الأستاذ منير أدهم على الأستاذ م . م .  ، فأحدهما صاحب الفضل الأول ، والثاني صاحب الفضل الأخير . أما نحن فمثلنا معهما مثل الشاعر الذي يقول :

يجود علينا الخيرون بمالهم        ونحن بمال الخيرين نجود

اشترك في نشرتنا البريدية