شعبى العزيز أحببت ونحن نستقبل العام الهجرى الجديد، أن أهنئكم والعالم الإسلامى بهذا العيد السعيد، مبتهلاً إلى الله أن يجعله عام خير وسلام وإقبال على الجميع، وأن يقرنه بتوفيق الجد، وبلوغ القصد.
إن هذا اليوم الذى يتمثل فيه أمامنا حادث الهجرة العظيم بما فيه من العظة البالغة، والمعانى السامية، وبما كان له من الأثر الخالد فى بث روح الفضيلة والإخاء والمغامرة فى سبيل الحق، ليستحق منا تمجيده بالعمل الصالح والتوجيه النافع لخير الإنسانية.
وإنى ليطيب لى أن أشير إلى ما سيتم بإذن الله وجميل رعايته فى مستهل هذا العام المبارك من عقد أواصر المصاهرة، بين الأسرتين الكريمتين فى إيران ومصر، مما يزيد فى إحكام روابط الإخاء والمودة بين الشعبين، فوق ما يربطهما من الصلات الأدبية والثقافية منذ القدم
شعبى العزيز لم أتحدث إليكم قبل اليوم عن نفسى، وكنت أعد ذلك من سبق الحوادث؛ ولكن هذه الفرصة قد أتاحت لى أن أتحدث إليكم قليلاً فى ذلك فتزدادوا معرفة بى، وركوناً إلى
إن سر النجاح هو الثقة والإيمان. ومن لا ثقة به ولا إيمان له لا رجاء فيه. فعلى الذين وثقوا بى أن يعتمدوا على، إذ فى ذلك كل الخير لهم
إننى مع إعجابى العظيم بوالدى - طيب الله ثراه وتغمده برحمته - قد أكون قد حالفته فى بعض طباعه، ولكنى أؤكد أننى قد احتفظت بأبرز هذه الطباع. فأنا مثله لا يستطيع أن يؤثر
فى أحد إذا تبنيت صواب أمر واعتقدت - بعد تقليب وجوه الرأى - أنه فى صالح شعبى أفراداً وجماعات
وإن ثقتى بنفسى، وتوكلى على الله، هو الذى يلهمنى تصريف الأمور، ويوجهنى الوجهة التى اختارها
بيد أن هذا لا يمنع أن أستمع لآراء ذوى الخبرة من الرجال، شأن كل إنسان يتحرى وجوه الصواب
إننى أومن - ومرُّ الأيام يؤيد إيمانى - أن شباب مصر المتوثبة للمجد سيكتبون صفحة خالدة فى تاريخ الوطن. وفى استطاعتهم أن يصنعوا من هذا الوطن العزيز مصر العظيمة المتحدة التى هى آمالنا وأحلامنا جميعاً وعلى الشباب وحده تحقيق هذا الحلم.
ولكن انتبهوا؛ فالطريقة التى تتبعونها لا تحقق أملنا هذا. ولابد من العمل المتواصل فى جو يسوده الهدوء والإفادة من الرؤوس الناضجة واحترام النظام.
وليكن هدفكم سعادة المجتمع ومصر القوية، القوية فى نفسها، وفى أبنائها، والمستعدة لإعلاء كلمتها، وفرض احترامها على من يعبث بعزتها شعبى المحبوب!
كم كنت أحب أنكم بعد أن سمعتم هذه الكلمات تذكرونها ليرجع إليها كل منكم بين الوقت ولآخر، حتى لا تأتى عليها يد النسيان
ونصيحتى التى أسديها إلى كل مصرى مخلص لوطنه ومليكه: أن يكون ذا ثقة بالله وبنفسه وبمليكه. والسلام عليكم ورحمة الله

