من السيدة س . ع :
مضي على زواجنا تسعة عشر عاما كانت كلها خيرا وسعادة . ولكن لاشك أن طفلينا هما اللذان وهبا لسعادتنا صفة الدوام ، وجعلا منزلنا كعش الطائر ، فيه الدفء وفيه الطمأنينة وصنوف الهناء . إن ولدينا ملأ حياتينا رغائب وأمالا ، وأبرزا من طبيعتنا البشرية احسن ما فيها ، ولنا منهما في حياتنا الخاصة دعابة ومتعة وفكاهة لا يعرفها حتى الأقربون إلينا .
ويعود زوجي من عمله وكله بشر وتطلع إلي أمسية هنيئة يقضيها بيننا .
والآن ، وبعد ما يقرب من خمس قرن ، أسائل نفسي : ما كانت تكون حالي لو لم تكن لي ذرية تملا فراغ حياتي بما تثيره من هم ، وما تطلبه من اشتغال يد وانشغال بال ؟
من السيدة ل . ع :
لما كنت على وشك الزواج قالت لي جدتي : " إذا كنت تودين حياة زوجية سعيدة فتعودي مذاق الصبر حتى تستحليه ، وقد ذقت أنا وزوجي صبرا كثيرا ، ولكن برغم الهبوط والصعود والفقر والغنى والمرض واحداث عظام استطيع أن اقول صادقة إن حياتنا الزوجية ، وقد دامت ثلاثين عاما ، كانت حياة سعيدة بفضل الصبر والتصابر والتماسك عند كل بلية تنذر بقصم الظهور ، وفي كل مرة كان في الاحساس بسلامة ظهورنا سعادة لنا .
من السيدة ف.م:
. . ومن أسباب سعادتنا ثقة متبادلة تامة ، وعزم كلينا ان نبتسم ونسير بالحياة كالعادة كلما اسودت وجوه الأمور ، وان نقول معا : " لا بأس بالذي كان ، فلا بد من صلاح الحال بالذي سيكون " . ومن اسباب سعادتنا تبادلنا الايثار ، والمشاركة في كل شئ ، وعلى الأخص في المتاعب . ومن اسبابها اهتمام بعضنا بأمور بعض ، ومحاولة فهم بعضنا اراء بعض . . وعلي الزوجة ان لا تخل بمواعيد الطعام ، وان تلقي زوجها باسمة على باب الدار إذا عاد من عمله
وتأتي بيننا ساعات عصيبة تثور فيها زوابع من غضب شديدة ، ولكن عند كلينا مقدرة العفو والصفح ، والنسيان كذلك . وكلانا تلذه النكتة وهي خير الشحوم . للمجلات الجافة التي ينذر سيرها بتحطيمها . ولنا لذة في
صحبة بعضنا بعضا ، لذلك ترانا يخرج في الغالب للمتعة سويا . وبعد فتلك وصفاتي لسعادة الحياة الزوجية .
من السيدة س . خ :
وصفتي للحياة الزوجية السعيدة هي : أعط كما تأخذ ، وليحترم بعضكما رأي بعض ، ولا تفقدا روح الفكاهة بينكما .
مضي علي زواجي ثمانية عشر عاما ، ولي ثلاثة أولاد ، ولد في السابعة عشرة ، وابنة في السادسة عشرة ، وولد في العاشرة ، ولكني وزوجي احياء إلي اليوم ، فكانما شهر العسل طال حتى احتوى كل هذه السنين
من السيد ف . س:
إن السياسة والاحتمال هما لدينا سر السعادة الزوجية . تمر ساعات على زوجتي وهي كئيبة النفس ضيقة الصدر بسبب ما تقاسي من هموم البيت ، ولكني أفهم هذه الحال منها واعطف فيها عليها واقدم لها فيها شيئا من المعونة فلا تلبث الابتسامة الذاهبة أن تعود
ومن عوامل سعادتنا ان زوجتي تعرف متي يكون السكوت من ذهب . ومن أجل هذا لا تحتك كثيرا وتجري حياتنا ناعمة
واختصارا أحد الدبلوماسية وتجنب الاحتكاك هما السببان الأولان اللذان بهما نجح زواجنا أيما نجاح
من السيدة ث ، م :
تجري في الزواج دلتني على أن سر نجاحه في أن يتزوج المرء في أول شبابه ، وان يجاهد بعد ذلك في ان يظل سعيدا هانئا كانه في شهر عسله . وان لا يتخرج الزوج من ذكر حبه لزوجته ، وان لا تنتحرج الزوجة من ذكر حها لزوجها مهما طال العهد بالزواج . وليتذكر الزوجان أن الحب ليس وفقا على الشباب .
ولقد تعلمت أنا وزوجي أن الحب لا يقع إلا من اثنين كالتصفيق لا يكون إلا من يدين .
من السيد ع . ف :
اعتقد أن سر الزواج يتلخص في هاتين الكلمتين الثقة المتبادلة
لم يمض على زواجنا غير بضعة أشهر ، ومع ذلك أجد أنا وزوجي سرورا صادقا في ان كلينا يثق كل الثقة بصاحبه .
وتعتريني في الحياة الآمال ، وتعتريني المطامع الحافزة العنيفة ، وتعتريني كذلك المخاوف ، وأنا في وسط كل هذا اجد من الناس الشك والريبة ولا يقويني ويشد في عزيمي إلا أنها هي تؤمن بي . ومن وحي إيمانها أطلب العون على المصاعب . فأحاول ثم احاول ، وقلما يفوتني النجاح أخيرا . ***
