طالعت بمجلة الرسالة الزاهرة بالعدد رقم ٨٩٧ كلمة حول سويا للأديب المحترم كمال رستم يصوب فيها سويا بمعنى معا، ولغة الضاد لا تؤدي هذا المعنى الذي أرتاه، ولم يرد في كلام العرب شاهد يؤيد صحة ما ذهب إليه وابن منظور المصري حجة في هذا المضمار وأين بحوثها فقد جاء في لسان العرب الطبعة الأولى. ص ١٤٣ ج ١٩ في تفسير (ثلاث ليلي سويا) ما نصه: قال الزجاج لكان قال زكريا لربه اجعل لي آية. أي علامة أعلم بها وقوع ما بشرت به كما آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليالي سويا أي تمنع الكلام
وأنت سوي لا أخرس فتعلم بذلك أن الله وهب لك الولد وسويا منصوب على الحال.
وقال أبو الهيثم: السوي فعيل في معنى مفتعل أي مستو قال والمستوي في كلام العرب (التام)
وقد ورد تفسير (ثلاث ليالي سويا) في البحر المحيط ج ٦ الطبعة الأولى ص ١٧١ - سويا حال من ضمير ألا تكلم أي في حال صحتك ليس بك خرس ولا علة - وعن ابن عباس: سويا عائد على الليالي أي كاملات مستويات فيكون صفة لثلاث وذكر الليالي هنا والأيام في آل عمران على أن المنع من الكلام استمر ثلاث أيام بلياليهن: فسويا لا تؤدي إلا معنى كاملا أو تاما ليس غير والصواب كل الصواب ما قاله صاحب لسان العرب والبحر المحيط، وماعداه. فالغبار عليه واقع، ماله من دافع، وفقنا الله إلى السداد وجعلنا من (الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب)
