أشكر الأستاذ دريني خشبة ويشكره معي شعراء الشباب - والمتواضعون منهم خاصة - على وقوفه دونهم في كل مسألة تثار أو قضية تقام
وأقل ما يملكه شعراء الشباب له اعترافاً بالجميل وحفاظاً على الصنيع - أن يتفقوا جميعاً على الثناء عليه في مجلة (الرسالة) التي نعرف من صاحبها ومن كاتبيها الجليلين (ا. ع) ، (ن) حسن النية، وشرف الأمنية للشعر العربي الحديث
ومهما يكن بين الأستاذ خشبة وبين الأستاذ الجليل (ا. ع) من خلاف فنحن الشعراء نعد من الخير لقضية الشعر المعاصر أن يكثر الناقدون له، المتبرمون به، المتكلمون فيه، حتى يمضى إلى الغاية التي يرجوها له كل غيور عليه
وأنا سعيد كل السعادة لأن الأستاذ دريني سلكني مع طائفة من الشعراء أرجو أن أسمو إلى نباهة شأنهم، على الرغم من أنه نبه شأني بذكرى في عدادهم. وهي طائفة اختص الله كل
واحد منها بمزية لم تتح لغيره: - ما بين إشراق فكرة، وسريان فرحة، وحلاوة تعبير، وأصالة طبع، ورقة عاطفة، وحسن تصوير، وغزارة شعور، وصدق إحساس، وتسجيل لأحداث العصر ومناسباته الكبرى
وموضع التباين بين مذاهب شعرائنا اليوم هو بعينه موضع الجمال في اختلاف الأزهار التي تتألف منها الطاقة الجميلة فلا يحق للوردة الناضرة أن تغضب، لأن البستاني الأنيق وضع بجانبها النرجسة الغضة، ولا يحق للنرجسة الغضة الفواحة أن (تتأفف) ، لأن الزهار المتذوق وضع بجانبها الأقحوانة التي لا تفوح بالعبير. . . فلكل زهرة جمالها. . . حتى الزهرة المتسلقة على الجدران وكذلك لكل شاعر جماله. وعلى الأستاذ مني السلام

