تصدر الرسالة والأسى لا يزال يرمض القلوب على حافظ شوقى. ولئن رمت المنون لسانيهما الذليقين بالصمت الأبدى، فقد تركت حظيهما يتنازعان الذكر على ألسن الناس. وكان حظ شوقى فى مماته كما كان فى حياته شديد السطوع قوى البهر فكسف حظ أخيه! وكاد حافظ البائس يضيع فى شوقى المحدود كما ضاع موت المنفلوطى فى موت سعد!
كان لشوقى المأتم الحافل، والتأبين الفخم، والوفود تترى، والحفلات تقام، والمرائى تفيض بها الصحف، والحكومة تطبع كل ذلك بالطابع الرسمى، فتزيده أبهة وروعة! وكان لحافظ المأتم المتواضع، والجنازة الصامتة، والتأبين الموعود، واصدقاء خلص يئنون فى كل حين أنة، ثم يتركونها تتلاشى كما يتلاشى الرجع البعيد!!
