الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 56الرجوع إلى "الثقافة"

صناعة كليشيهات الطباعة

Share

تقدمت الطباعة في العصر الحاضر تقدما محسوسا ، يظهر اثره في الصحف والمجلات والأعلانات والكتب ، واصبحت طباعة ادق الصور والكتابة اليدوية والرسوم ، سهلة ميسورة ، ونشأت عن ذلك صناعة فنية مهمة ، هي إعداد رقائق الطباعة المعروفة باسم " الكليشيهات " . والعامل الأصيل في هذه السنة هو التصوير الفوتوغرافي والحفر الكيميائي . وفيما يلي بيان بالخطوات التي يمر بها اعداد الكليشيهات الخطية ، أي كتابة اليد ، والرسوم المكونة من خطوط فقط ، شكل ١.

يعد اللوح الزجاجي الذي ستطبع عليه صورة الكتابة أو الرسم المعدين ، بشرط أن يكون سليما خاليا من الفقاقيع الهوائية ، مستوي السطح تماما ، ثم تجري عليه عملية تنظيف كيميائية دقيقة ، وبعد ذلك يدهن بقطعة من القطن ، مشبعة بزلال البيض المذاب في مزيج من الماء والنوشادر ، وذلك لتغطيته بطبقة تعرف باسم substrauturn الغرض منها تثبيت الكارديون الذي سيلي وضعه عليه ، ثم يجفف اللوح الزجاجي ، وينقل إلي

حجرة مضاءة بضوء برتقالي أو أصفر ، لا يؤثر فيه بعد ان يكتسب الحساسية ، عند وضعه فيما بعد في حمام نترات الفضة ، ثم يغطي بطبقة من مادتي الكلوديون collogion والأبوديزر lodizer فلما يتبخر منهما الكحول والأثير ، تظهر على اللوح طبقة رقيقة شفافة فوق سطح الزجاج ، مكونة من أملاح راسبة ، مهمتها حمل المادة الحساسة التي سيكتسبها اللوح عند وضعه في محلول نترات الفضة ، إذ ترسب فوقها مادة جديدة لبنية اللون ، تتحول فيما بعد إلي لبنية مصفرة ، هي الطبقة الحساسة المقصودة ، وهي تتأثر إذا عرضت للضوء الأبيض أو الأزرق ، كما سبق ذكره

ثم يرفع اللوح ويصفي جيدا وينظف ظهره يورق النشاف ، ويوضع في ) شاسيه ( أي إطار مغطي ومقفل ، حتى يتسني نقله إلي خارج الحجرة المظلمة ، دون أن يتعرض للضوء ، لكي يوضع داخل آلة التصوير ، بحيث يكون الوجه الحساس ، مواجها لعدسة التصوير . ويكون الشكل المراد عمل الكليشيه له قد وضع أمام عدسة آلة التصوير ، ثم تضبط المسافات للحصول على التصغير أو التكبير المطلوب ، وتعد الإضاءة الكهربائية بالقدر اللازم . وتحتوى آلة التصوير المذكورة على منشور ثلاثي عاكس ، يجعل الصورة التي ستطبع على اللوح الزجاجي الحساس معدولة الوضع ، حتى إذا ما طبعت على رقيقة الزنك جاءت معكوسة . فإذا طبع من الزنك على الورق عادت الصورة معدولة كما كانت في الشكل الطبيعي . وعندما تفتح العدسة ، يتعرض اللوح للضوء للمدة المعينة ، وتتم عملية التصوير ، فيرد غطاء العدسة ، ويعاد الشاسيه مقفلا إلي الحجرة المظلمة ، حيث يفتح لأخذ اللوح منه لاجراء عملية الاظهار developing عليه ،

لاختزال جميع أملاح الفضة الموجودة في طبقة الكلوديون التي تأثرت بالضوء ، وتحويلها إلي معدن الفضة ، بينما تبقى الأملاح التي لم يصلها الضوء ، ولم تتأثر به ثابتة على حالها ، فتذاب في محلول خاص ، وتسمي هذه العملية بالتثبيتfising وغلى ذلك عملية أخري تسمى التكثيفlatensifying؟ وهي تحويل لون معدن الفضة إلي لون قاتم بواسطة بعض المحاليل ، وبذلك يتم إعداد الصورة السلبية على اللوح الزجاجي  شكل ٢ فتصبح خطوط الكتابة أو الرسم شفافة . وتصير أجزاء اللوح الزجاجي سوداء قاتمة .

وبعد ان يجف اللوح ، يغطي بطبقة من الورنيش الشفاف لحفظه أثناء الطباعة من الخدش والمحو ، إذا لمستها الأنامل أو غيرها

وبعد ذلك تجهز رقيقة الزنك التي سيطبع عليها الرسم ويتراوح سمكها ما بين مليمتر ونصف ومليمترين ، ويغطى سطحها بطبقة حساسة من غراء السمك أو زلال البيض الممزوجين ببعض مواد كيميائية ، ثم يوضع وجه الصورة السالبة السابق إعدادها ، على سطح الرقيقة ، ويكبسان في إطار ذي سطح زجاجي سميك ، بحيث يكون

ظهر اللوح الزجاجي الحامل للصورة السلبية ، ملاصقا للسطح الزجاجي للأطار ، ثم يعرضان للضوء  شكل ٣  لمدة تتراوح بين ٥،٣ دقائق ، فتنفذ الأشعة خلال الخطوط الشفافة المكونة للشكل ، وتؤثر في سطح الرقيقة الحساس ، وتحولها إلي مادة غير قابلة للذوبان في الماء ؛ فإذا غسلت الرقيقة بالماء ذابت الأجزاء التي لم تتأثر بالضوء ، وعندئذ تغطي الرقيقة بطبقة من حبر خاص فيصبح الرسم واضحا عليها . فإذا دفنت فوق نار هادئة ، وغطيت خطوط الرسم بمسحوق من الأسفلت الأسود ؛ وأعيد تسخينها ، فان الأسفلت يمتزج بالحبر ويصبح الرسم مغطي بطبقة لا تتأثر بالأحماض . وإذا غطى ظهر الرقيقة وسمكها بمادة تقاوم تأثير الأحماض بعد إجراء عملية الرتوش المعتادة ، وغمرت الرقيقة في حمض النيتريك المخفف ، بدأ الحفر في الأجزاء الحالية من الرسم وبعد نحو خمس دقائق ، تغسل الرقيقة وتجفف ، ليعاد حفرها في حمض أكثر تركيزا من السابق ، بعد تغطية خطوط الرسم بمادة أخري مضادة لتأثير الحمض ، هي مسحوق دم التسنين dragons blood وهي مادة حمراء من نوع الراتينة الفلفونية، تحمي جوانب خطوط الرسم

والكتابة من الحفر ، إذا سخنت قليلا قبل وضع الرقيقة في الحمض ؛ وبذلك يمكن الحصول علي عمق اكثر من الحالة الأولى . وقد تكرر هذه العملية مرتين أو ثلاثا إذا اقتضي الحال ، ثم تغسل الرقيقة وتجفف ، ويمكن قص المساحات الكبيرة المحفورة بأجهزة خاصة ، حتى لا يؤدي وجودها إلي ترك علامات أو حافات تشوه الطباعة وبعد تجربة الطباعة بالرقيقة التي انتهي عملها فيما سبق ،

تثبت على قطعة من الخشب ، وتسمر عليها  شكل ٤ على ان تكون زواياها قائمة تماما ، وعلى ان يكون سمكها مضافا إليه سمك الرقيقة ، مساويا لارتفاع احرف الطباعة ، لأنها ستطبع جميعها على مستوي واحد ، هو سطح افرخ

ورق الطباعة . وشكل ٥ يبين الرسم مطبوعا نهائيا من الرقيقة المذكورة

اشترك في نشرتنا البريدية