الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد العاشرالرجوع إلى "الرسالة"

صور النجوم

Share

بسم الفلكيون من قديم الزمن النجوم الى مجموعات ليتيسر حصرها ومعرفتها بسهولة . وصوروا هذه المجموعات بصور مختلفة وسموها باسمائها ، فكل نجم أعطوه اسم العضو الذى يقع عليه من الصورة ، فالنجم الذى عند القلب فى صورة العقرب , يسمى " قلب العقرب " والذي عند الرجل فى صورة الجبار يسمى " رجل الجبار .

ومن الغريب أن تكون هذه الطريقة فى تقسيم النجوم معروفة عند أمم مختلفة من سكان الدنيا القديمة على بعد الشقة بينها .ووجدها الاوربيون عند سكان يبرو وكندا عند اكتشاف الامريكيتين

ومن الصعب معرفة تاريخ تسمية الصور باسماتها المعروفة الآن , ولكن من المقرر أن الكثير منها يرجع فى تسميته الى ما قبل الميلاد بنحو الف وأربعمائة سنة , وقد أطلق اليونان على الكثير منها أسماء أبطال قصصهم التاريخية , وبقيت هذه الاسماء على مرور الزمن , ولكن العرب عند ما ترجموا عن اليونان عربوا بعض الأسماء مثل الدلو أو ساكب الماء لكوكبة اكوريوس

(Aquarius) وابدلوا بعض الاسماء بأدوارها التى تلعبها فى القصص اليونانية مثل المرأة المسلسلة لكوكبة اندروميدا  (Andromeda ) وتركوا البعض الاخر على أصله فى لليونانية مثل فيطس لكركبة (Cetus)  وقنطورس لكوكبة  (Centaurus) .

وأطلق العرب أسماء عربية بحتة على كثير من النجوم ولا تزال . تطلق عليها عند الاوروبيين مثل الذنب المعروف باسم ( Deneb ) والرجل المعروف باسم (R gel) والطائر المعروف باسم ( Altair)

ويجب ألا ننسى أن هذه المجموعات من النجوم لا تدل تماما فى شكلها على صور الاشياء المسماة باسمائها ، اللهم الا فى مخيلة أول من سموها بهذه الاسماء . فسبعة النجوم الرئيسية من كوكبة الدب الاكبر مثلا وهي تؤلف الهيكل الرئيسى لصورة دب كما هو ظاهر في الصورة , يمكننا مع قليل من التعب أن نرسم عليها صورة فيل أو نمر مثلا , هذا فضلا عن أن ثلاثة النجوم التى تكون الذنب متباعدة بحيث نجد هذا الذنب فى الصورة طويلا على غير ما هو معروف من أن ذنب الدب قصير جدا

وقد قسم بطليموس المتوفى سنة ١٥٠ قبل الميلاد السماء الى ٤٨  كوكبة منها اثنتا عشرة فى الدائرة الكسوفية وهى المعروفة بالبروج , واحدى وعشرون فى نصف الكرة الشمالى , والباقي وهو خمس عشرة كوكبة فى نصف الكرة الجنوبي

وقد أضيفت كوكبات كثيرة اليها , ونقلت بعض النجوم من احدى الكوكبات الى الاخرى , ومعظم النجوم اللامعة فى هذا

الكوكبات له اسماء عربية أو لاتينية أو يونانية وليست الكوكبات فيما تتصل به من أسماء ابطال القصص مما أيهم الفلكي , ولكن لا بأس من ان نسرد بعض ما يتصل بالمهم منها بالقصة اليونانية لشدة ولع الناس بها من هذه الناحية .

يروي ان كاسيوبيا ( Cassiopeia )- و هى المعروفة عندالعرب باسم ذات الكرسى - زوجة قيفاوس ( Cepheus ) ملك اثيوبيا كانت على جانب عظيم من الجمال , وكانت تباهى به الاهات البحر اللاتى توسلن الى ( نبتون ) ان يرسل قيطس ( Cetus ) الغول الى شواطئ الملك قيفاوس ليثأر لهن , وان قيفاوس أوحى اليه ان يربط ابنته " اندر وميدا " الى صخور الشاطئ فيغتالها الغول فداء اللهم , ففعل , ولكن عند عودة برشاوش ( Perseus ) البطل العظيم من رحلة رأى ما حل باندر وميدا الجميلة فقال الغول حتى قتله وتزوج من الأميرة الحسناء . ويأتى في القصة انه بعد وفاة كاسيوبيا . رفعت الى السماء بجوار القطب , وان إلاهات البحار انتقاما لأنفسهن وضعتها بحيث يكون رأسها الى أسفل مدة نصف الوقت .

وبرشاوش هو ابن جوبتير وقد أرسل ليقتل مدوسا  ( Muse ) احدى " شقيقات الثلاث وهى " فظيعة المعروفة فى القصة باميم ( gorgons) لها أنياب حادة ومخالب غليظة ورأس كرأس الثعابين , وكل من نظر اليها بعينيه صيرته حجرا جامدا لساعته . وقد احتاط برشاوش للامر فاستعار درع مينرفا وحذاء عطارد ذا الأجنحة ولم ينظر اليها عند مقاتلتها بل الى صورتها فى الدرع , فقطع رأسها ثم عاد به , وكان يستعمله فى مقاتلة الأعداء لأنه احتفظ بخاصيته الغريبة فى أن يصير كل من نظر اليه حجرا

ومما يلاحظ أن العرب كانوا يسمون كوكبة (Perseus) هذا باسمي برشاوش أو حامل رأس الغول ومن احفاد برشاوش واندروميدا " هرقل " ( Hercules ) المشهور في القصة اليونانية بمخاطراته الجريئة التى يبلغ عددها اثنتي عشرة , ويرى هرقل فى الكوكبات المصورة جاثيا وقدمه اليسرى على التنين ( Draco ) ولابسا لبدة الأسد (Leo) الذي كان قتله اول أعماله المشهورة ، وقد ذهب هرقل لاحضار التفاحات الذهبية من حديقة هسبريدز Hesperides ) ( رقد كان

يحرس الحديقة الثعبان الكبير لادون ( Ladon ) الذى لا تغمض له عين ( وهو الممثل فى السماء بكوكبة التنين , وهى نظرا لقربها من القطب لا تغيب تحت الأفق )

وغنى عن البيان ان هرقل قتل التنين وأحضر التفاحات , غير انا لا نعرف ماذا صوروا هرقل جاثيا , وربما كان ذلك هو السبب وفى تسميته عند العرب باسم الجاثي على ركبتيه

أما ذات الشعور فيروى إن الملكة برنيس زوجة بطليموس  ملك مصر فى القرن الثالث قبل الميلاد نذرت شعرها الجميل لمعبد  الزهرة إذا عاد زوجها مظفرا من إحدى حروبه فى آسيا وقد  انتصر فوضعت الشعر فى المعبد، ولكنه سرق فى الليلة نفسها فغضب  الملك لذلك غضبا شديدا، ولكن (كونن) الرياضي أراه مجموعة صغيرة  من النجوم وقال له ها هى ذي فتعزى الملك وأطلق عليها اسم  (come bernices) وسماها العرب كوكبة ذات الشعور.

اشترك في نشرتنا البريدية