أصدرت مس ستارك (مذكراتها) عن بغداد في كتاب بالإنجليزية سمته baghdad sketches وقد كتبته في الفترة التي عاشتها في هذه المدينة الخالدة مكبة على تعلم اللغة العربية وأختها الفارسية. والكتاب على طرافته خليط من الحق والباطل والماضي والحاضر؛ وفيه - برغم مزاياه - ظلم كثير للعرب، ونسيان للجميل العظيم الذي ينبغي أن يذكره الإنجليز إلى الأبد لهذا القطر الشقيق. . . وقد كانت المؤلفة تعيش في صميم بغداد، ومن هنا كانت هذه النظرة السوداء لطرق معيشة البغداديين، والنعي على قذارة الحي الذي كانت تعيش فيه. . . ولو أن الآنسة
فرايا ستارك عاشت في بعض أحياء لندن القذرة لما سولت لها نفسها إيراد ما أوردته في كتابها عن الحي البغدادي الذي لم يرغمها أحد على أن يكون مستقرها في الفترة التي قضتها في عروس مدن التاريخ. . . هذا وقد تكلمت الآنسة عن العلاقة بين العرب في العراق وبين الإنجليز فصرحت أنها تقوم على النفاق، وأن العراقيين في طول البلاد وعرضها يضمرون للأجانب عامة البغضاء والكراهية، واستنتجت ذلك من مرورها مرة وهي تزور النجف بصانع أحذية طاعن في السن ما كاد ينظرها حتى انصرف عن عمله وراح يحدجها بنظرات عدائية ارتجفت لها أعصابها. . . وهذا بطبعه استنتاج سقيم كان من المآخذ الكثيرة التي استدركتها على الكتاب صحيفة التيمس الأدبية
