الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 916الرجوع إلى "الرسالة"

طهروا الأزهر من الحزبية:

Share

يا أولي الرأي في الأزهر ويا أصحاب الفضيلة، هبوا فأنقذوا  الأزهر من هذه الوهدة المترعة بقذارة النزعات وفاسد الرغبات  إلا وهي الحزبية العمياء التي بذرت في نفوس أبنائه بذور  الشقاق، فتشتتت صفوفهم وتفرقت كلمتهم، وصاروا لا يعلمون

إلا بوحي القادة ولا يسيرون إلا على هدى الزعماء وأسدلت هذه  الحزبية البغيضة على عقولهم وقلوبهم ستارا كثيفا من ظلماتها  الحالكة، فنسوا أنهم رجال الدين وأن عليهم واجبا نحو وطنهم

وأنفسهم، وأن ما يجري بينهم ليس خليقا بهم ولا جديراً بأمثالهم،  وأنهم بذلك قد فقدوا وازع الخلق، ومزقوا دستور النظام ووطئوا  بأقدامهم قداسة الدين وحرمة العلم.

أليس عجيبا - أيها الأزهريون - أن يصير الطالب خصما  لدودا لأخيه إذا أبصر به في الطريق ازور عنه ونفر منه، فهل  بهذا الوضع يرجى من أمثالهم عدة للوطن، ورجالا يعملون  إعزاز مكانته ورفع لوائه. وأعجب من ذلك أن تتعدى هذه  الشحناء إلى معارك يتبادل الطلاب فيها ضرب الهراوات التي  يتخذونها من مقاعد العلم التي طالعها السئ وحظها المنكود.

وأنها لمأساة كبرى أن تنقلب معاهد العلم ومنابع والعرفان إلى  أمكنة يسرى فيها لهيب العداء وتصطلي بنار الفوضى والاضطراب،  ولا تلقي من أبنائها إلا بعدا عن العلم وفرارا من الجد وجريان وراء  الرغبات الحزبية والمنافع الشخصية، وحبا في إحداث المشاغبات  وعدم سير الدراسة في هدوء حتى أننا - وأيم الله - من ابتداء  هذا العام إلى الآن لم نحضر أسبوعا كاملا بدون إضراب. فيا قوم    (لن يستقيم الظل والعود أعوج)  فيها طهورا الأزهر من هذا  الوباء وقوموا هذه النفوس الحاقدة عن سواء السبيل وألجموا هذه  النزعات الكاذبة فهي بلاء مستطير وشر خطير. وليس من الواجب  أن يترك هذا الجيش الأزهري يتخبط في دياجي هذه الحزبية  وغيابها فمغبة ذلك لا يحمد أثرها ولا يستطلب ثمرها.

وانتم أيُها الشباب فيئوا إلى أنفسهم وحاسبوا ضمائركم،  واتقوا ربكم وثقوا أن مطالبكم لن تحقق إلا باتحاد قوتكم وعزيمتكم  وترك هذه الحزبية وراءكم فهي قد باينت رغباتكم وفرقت قلوبكم  ونفوسكم، وإن كانت مطالبكم لم تحط من الأداة الحكومية  إلا بالنسيان والوعود والإهمال. وجاهدوا فالله ولن يتركم أعمالكم.

اشترك في نشرتنا البريدية