الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 696الرجوع إلى "الرسالة"

طيرناناذ:

Share

نقل الأستاذ شكري محمود أحمد في العدد ٦٨٢ من (الرسالة)    النيرة تعليقاً على نقل الباحث الفهامة محمد إسعاف النشاشيبي  المنشورة في العدد ٦٧٨ من (الرسالة) الغراء: أن الخبر المنسوب

إلى محمد بن مسروق في هذه النقل النشاشيبية هو من أخبار  الحسن بن هاني، كما رواه ابن منظور في الصفحة ٣٠٢، ٢٠٣  وان الاسم في البيت الأول هو(طيزناباذ) وليس (بطور سيناء)   ثم نقل في الحاشية عن كتاب مسالك الأبصار. أن هذا الاسم: (هو  موضع بين الكوفة والقادسية على حافة الطريق على جادة الحاج الخ)

والذي أروم عرضه على الأستاذ - وعلى غيره من جهابذة    (الرسالة)  - هو رواية ثالثة لهذا الاسم تختلف عن (طور سينا)   و (طيزناباذ) . . . فقد ذكر أحمد بن محمد بن عبد ربه صاحب  العقد الفريد المتوفى ٣٢٨هـ في الجزء الرابع من عقده الثمين    (الطبعة الأولى ١٩١٣ المطبعة الأزهرية بالقاهرة)  - عند  كلامه على ضروب العروض شعرا - ذكر أبياتاً ذالية، يظهر  من فحواها أن هذا الاسم يدعى (طيرتاناذ) - بالراء المهملة  والتاء المثناة بعدها الألف ثم النون يليها الألف أيضا - وانه محلة  من محلات اللهو والشرب والأنس، انظر قوله:

أذكرتني طيرتاناذ        فقرى الكرخ ببغداد

قهوة ليست ببارقة      لا ولاتبع ولا ذاذى

أفيكون أن (طيرناناذ) هذه هي محلة من محلات بغداد  أم هي طور سيناء ابن مسروق أو طيزناباذ ابن منظور؟ ولكن  حروف المطابع حولتها من طيرناباذ - إلى طيزناباذ - إلى  طور سينا؟ كما حولت غيرها من الأسماء والألفاظ والمحلات  والكلمات؛ فعملت بها تصحيفاً وتحريفاً وغيرت مواضع الحروف  تأخيراً وتقديماً.

وإني لأرى في لفظ الاسم على روية ابن منظور وصاحب  مسالك الأبصار بعض النبو والسماجة، وان الصحيح هو صاحبنا  ابن عبد ربه، وخصوصا في لفظ المقطع الأول، ولو إنها كانت  في عصر ابن هاني، ذلك العصر الذي لاءم بين عفاف العرب،  وحشمة الإسلام من جهة، وخلاعة الترك ومجون الفرس من  الجهة الثانية؛ وان هذا الاختلاط لا بد وان يكون مدعاة لكل  بدعة غي السلوك الأخلاقي ولو بالأسماء والكنى. فأرجو من  الأستاذ - وغيره من أدباء العصر أن لا يظنوا علينا بطرائفهم  الأدبية وأخبار مصادرهم العلمية في تحقيق أمثال هذه الأسماء،  وتعيين مواضعها - وله منى اجمل الثناء، وافضل التحيات.

(العراق - القرنة)

اشترك في نشرتنا البريدية