الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 49الرجوع إلى "الرسالة"

طيور الأمانى

Share

هتفت في الدجى طيور الأماني   باكيات على النعيم الفاني

حائرات العيون رفافة الأ   جنح مطرودة عن الأفنان

كلما أوشكت تقارب غصنا   ذادها حاصب عن الأغصان

أو أسفت تريد نقع ظماها   حلأتها الأيدي عن الغدران

فهي الدهر حائمات ترى الأ   ثمار والماء نائيات دوان

ولو ان الرياض خلو لعزت  نفسها بالقنوط والسلوان

غير أن الغصون ناضجة الأ   ثمار والنهر طافح الفيضان

هكذا نحن في الحياة نريد ال   صفو فيها والصفو نائي المجاني

ونريد النعيم فيها ومن دو   ن منانا سد من الحرمان

ونشيد البنى من الأمل السا   مي وفأس الزمان في الجدران

ونبث البذور في الأرض وال   دهر ضنين بالعارض الهتان

ومن الزرع باسق جفت الأ   ثمار فيه وما جنتها يدان

ومن الماء دافق جف فوق ال   أرض ما مس قطره شفتان

لهف نفسي على شباب ذوي قب   ل كمال واجتث قبل الأوان

وضياء خبا ولم يك هديا   للذي ضل في سبيل الزمان

لو نظرنا إلى الحياة بعين ال   حق راحت بالكره والشنآن

غير أنا نعيش فيها بآما   ل تسرى لواعج الأشجان

وإذا أخطأت ظنون فيا ر   ب ظنون تريح قلب العاني

فلنعش بالمنى فكم صدع ال   بدر حجاب السحابة المدجان

ولنعش بالمنى فكم سقت ال   أنواء ذاوي الثمار والأغصان

ولنعش بالمنى فكم جرت ال   أقدار بالعز بعد طول الهوان

فارفعي الصوت بالغناء قليلا  بدل النوح يا طيور الأماني

اشترك في نشرتنا البريدية