(مهداة إلي الشاعرة الملهمة : أماني فريد)
أحب فؤادك يا شاعره وأهفو إلي روحك الطاهره
أحن إليك حنين الزهور إلى قطرات الندى الغامره
أحن إليك حنين الفراشة للزهرة الغضة الناضره
أحبك حباً عميق القرار يسعر من مهجتي الثائره
أحبك كالعابد السهام تكيله قوة قاهره ...
أحبك دون رجاء ندى يخفف من لوعتي الفائره
وأعلم أن هواى الشقي يثير حفيظتك الساخره
وأن رضاك عسير عسير ولكنه الحب يا شاعره !؟
وكنت أراك صباح مساء هناك على الصخرة العاتية
كأنك فينوس في سحرها تتيه بها الفتنة الطاغية
وكنت أخفف خطوي الوئيد لئلا أزل إلى الهاوية
وأرنو إليك - على خفية - بعين مؤرقة دامية
ودقات قلبي كعنف العباب تضج بها الرهبة القاسية
وأنفاسي اللاهثات الدوامي تفح بنيرانها الحامية
وكان يثور بنفسي شيء فأسرع في خطوتي الوانيه
وأمضي كأني شجاع عنيد يسير لمعركة قانيه
ولكن شيئاً مثل الصقيع يحط على نفسي الثائره
فأعلم أن رضاك عسير فأرجع بالحسرة الغائره
وكنت أراك إذا الليل جن تناجين بدر الدجى في خفر
كأنك البدر في أوجه عشيقان في الموعد المنتظر
وكنت أراقب من مكمني وفي مهجتي ثورة تستعر
وفي شفتي يجيش سؤال كحشرجة في فم المحتضر :
أهل تستجيب إذا أنا فمت فبحت لها بالهوى المستحر
وتصفر في أذني الرياح ويعلو التجهم وجه القمر
وأسمع صوتاً بخوف الظلام يقهقه مستهزئا في صعر :
ترى من تهيم ببدر السماء تميل إلي عاشق في البشر ؟
فأخفض رأسي مستخزياً وأذرف من أدمعي الغامره
وأوقن أن رضاك محاك فواها لقلبي يا شاعره!
( الإسكندرية )
