عصفورة ألفت غصون شجيرتي
صداحة تشدو بجانب غرفتي
كانت تزقزق كما نشر الضحي
أبراده الشدية فتوقظ غفوتي
وترف في تهميمها بفرحة
سعدت بها زمنا جوانب شرفتي
كانت تداعبني إذا حييتها
ردت إلي مع الصباح تحيتي
طارت وتاهت في السماء ولم تعد
فبكيت من فرط الأسي عصفورتي
كانت لها في كل فجر زنة
عشقت مقاطعها زهور النرجيس
فتمد من أكمامها أعناقها
ترالها بأطياف الغناء المتعسِ
حتى إذا انتشر الضياء مُبددًا
فجر الحديقة بالصباح المشمس
طفقت ترف علي سقيفة غرفتي
بتودد وترفق وتلمسِ
كانت تزقزق كلما نشر الضحى
أبراده النشوى فتوقظ غفوتي
طارت وغابت في السماء ولم تعد
فبكيت من فرط الأسى عصفورتي
عشق الربيع غنائها حتى إذا
تمنت تبسم ثغره المتألق
وتمايل النسرين فوق غصونه
وتفتح الورد الخجول المطبق
وعرائس الأزهار ضمخت الثري
أرجا يضوع مع النسيم وبعبق
كانت لأيام الربيع وعهده
حلما يطوف بجفنه ويصفق
كانت ترقزق كلما نشر الضحي
أبراده النشوي فتوقظ غفوتي
طارت وغابت في السماء ولم تعد
فبكيت من فرط الأسى عصفورتي
سأل البنفج هامسا نوادة
كانت بجانب غصنه المتأود
أين التي كانت تزقزق في الضحي
بأرق لحن في الحياة مجدد
أين التي غنت فنقينت الربي
أنشودة من قبلها لم تنشد !
فأجابت الأخري وفي ورقاتها
دممع كأرهام الندي المتبدد
طائرت وغابت في السماء ولم تعد
فبكيت من فرط الأسي عصفوتي
حتي إذا نسج المساء فلالة
سوداء طرزها وشاح أبيض
وغزا الظلام بجيشه مهد الصحي
فجري بأعقاب الهريمة بركض
وتناثرت قطع النجوم بأفقه
فكأنها سفر خلاه مقضض
تحت أناشيد الدجي عصفورتي
فتطوف بي ذكري الهوي فأغمض
وأقول من كانت تزقزق في الضحي
بملاحن نشوى فتوقظ غفوتي
طارت وغابت في السماء ولم تعد
فبكيت من فرط الأسى عصفورتي
وبكي الغصين أليفه وترنحت
أعطافه بتذلل وتفنن
وتنازحت فيه الزهور وأطبقت
أجفانها أسفا لفجر محزن
وتذكرت أنشودة هتفت بها
عصفورتي يوما لغصين السوسين
كانت تعاجله الغناء وحينما
تلقاء كانت في دلال تنثني
سألت عليه الياسمين فاومأت
زهراته والدمع ملء ، الأعين
طارت وغابت في السماء ولم تعد
فبكيت من فرط الآسي عصفورتي
إنى لأذكر والمساء معربد
حولي وأطياف الدجي تتمايل
وأنا على الروض الأئمن مسهد
نشوان استوحي الربي وأساجل
وحمامة كانت تبادل بلبلا
حبا بحب حين راح يبادل
فسألت أشباح الغصون ولوهة
نفري حشاي وكم مضيت أسائل
اين التي كانت تسلسل في الضحي
أنغامها النشوي فتوقظ غفوتي
فرني القرنفل هاتفا وكانه
مستهزي بسذاجتي وبحيرتي
طارت وغابت في السماء ولم تعد
فبكيت من فرط الأسي عصفورني
