] عن كتاب Health& Strength للدكتور Bowen [parflagion يعلم الشبان معلومات كثيرة جدا عن الأمور الجنسية ، ولكنها أسوء الحظ خاطئة غالبا لأنها مستقاة من غير مصادرها الصحيحة ، ومن ثم تكون محققة الضرر .
والشبان معذورون لأن الأحاديث الجنسية شائعة بينهم بشكل قريب ، والذين يتحدثون عنها يتحدثون بلهجة العارفين الوائقين من معرفتهم وهم في الواقع يجهلونها افظع الجهل . وآفة الآفات أن الأبحاث الجنسية ليست كالأبحاث الأخرئ مقصورة على الكتب العلمية والمحاضرات الجامعية ، بل إنها أصبحت ملء الأسواق والمنتديات التى يؤمها الجمهور غير المثقف . وفضلا عن ذلك فالمجلات المحبوبة الواسعة الانتشار محشوة بالحكايات والنوادر الجنسية.
ولا توجد كوميديا موسىيقية ، ولامقطوعة فنية ، ولا فودفيل تمثيلية إلا وهى مرتكزة على العناصر الجنسية ، هذه وأمثالها هى مصادر المعرفة الجنسية ، وواضح أنها غير وثيقة ، والأدهى من ذلك أنها متيسرة للأفراد من بنين وبنات . فإذا استعصى عليهم شئ مما بها فسرعان ما يستشيرون من يعتقدون انهم أكثر منهم عقلا وخبرة كصديق أو شقيق أو شقيقة ، ونادرا ما يكون هؤلاء على شىء من الصواب.
والمسائل الجنسية هى محور الحياة في حقيقتها لذلك فإن للجهل بها نتائج وخيمة جدا فى المجتمع وتشيع فيه أعراض الاضطرابات العقلية والعضوية . ونحن إلى الآن لا نزال نكافح ذلك بوسائل لينة أو ضعيفة ، بينما الواجب يقضى علينا بأن تنتهج سياسة حازمة صارمة بدون ترود . يجب أن نضع نصب أعيننا أننا نكافح مساوىء رهيبة خبيثة يزيد تفاقمها انعدام الضمير والشرف عند كثير من الرجال والنساء على السواء
والواقع أنه أينما يأخذ الإنسان على عاتقه مناقشة مثل هذه الموضوعات يستهدف لرأيين متعارضين لكل منهما جمهور كبير له اعتباره.
أصحاب الرأى الأول يقولون : إن هذه موضوعات خطيرة فيلزم قصرها بقدر الإمكان وعدم إذاعتها . وصحيح أن هذه هى الطريقة السائدة منذ قرون . ولكن الشئ الذى لاشك فيه أنها سقطت أينما كانت وحيثما كانت ، لأنها لم تمنع ولم تقلل الإجراءات الجنسية الخاطئة والشاذة أو الأمراض المروعة الفتاكة .
أما أصحاب الرأى الثانى فيقولون بضرورة المناقشة العلنية ، فقد برهنت دائما على فائدتها وصلاحيتها حتى ولو تسبب عنها إيقاظ الغرائز فى الكتل البشرية . وهذا الرأى - في نظرنا - أفضل . ولكن ما هي الطريقة المثلى لتحقيق اهدافه وتجنب الفوضى التى قد تنجم عنه ؟ .
يحسن أن نبدأ دائما بتلقين الأطفال في سن مبكرة أصول المسائل والمشاكل الجنسية ببساطة بمعرفة الآباء والأمهات فقط ، لأنهم أقرب وأحب الناس للأبناء ، وبذلك يستطيعون دون غيرهم معالجة هذه الموضوعات ، بشرط أن يكونوا مثقفين ثقافة كافية بهذا الصدد . والمعلوم أن كل الاطفال يريدون من تلقاء أنفسهم أن يستفهموا وهذه رغبة طبيعية ، وغالبا ما تكون غير محددة ولا يعبرون عنها بصراحة . وهنا نكون الفرصة سائحة للأمهات أولا للتدخل بلباقة واحتياط ولكن في صدق . هذا هو أهم دور تقوم به الأمهات في أخطر أطوار نمو الأطفال.
ويأتى بعد ذلك دور الآباء ، وعليهم أن يستيقنوا من أن أولادهم يفهمون المسألة الجنسية فهما صحيحا ويفهمون الأخطار التي تنشأ من خرق قوانين الطبيعة ويفهمون أيضا أن الإنقاذ والوقاية لا غناء عنهما بالنسبة لتكوين أجسامهم بناء واحتمالا ، بهذا يجعلهم يدركون أن
المسؤولية فى الحياة الجنسية مسؤولية جسيمة وأن الطهارة لازمة وممكنة وأن الثقافة فى هذا الصدد ضرورية لحماية حياة العائلات وقطع دابر الأوصاب التى تتفشى كالسموم في المجتمع المتمدين .
وفى حالة عدم توفر عنصر الآباء والأمهات - فى حالة السفر والافتراق والفقد مثلا - يقع العبء كله على المجتمع ، فيجب أن تقوم المدارس به . والمشكلة هنا هى : كيف تلقن المعلومات الضرورية في علم الصحة الجنسية
فى جميع المدارس بصفة عامة كما هو متبع في العلوم الأخرى بينما المسائل الجنسية حالات خاصة فردية ؟ لا يكفى وضع برنامج محدد ، بل يجدر أن يكون مرنا يعتمد على التجارب التى لا نهاية لها . وهذا غير متوفر . وكل ما يمكن عمله هو تخطيط خطوط رئيسية لهذا الموضوع الخطير وعمل تجارب وتفصيلات لا حد لها . وإذا يجب ان يراعي فى ذلك منتهى الصبر وبعد النظر والحذق .
