الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 49الرجوع إلى "الثقافة"

على هامش السيرة

Share

(بقية المنشور على صفحة ٨ )

وقد مضى زيد مع نبيه وصاحبه كما كان يمضى مع أبيه ، وفيا أمينا مخلصا ، مجاهدا فى سبيل الحق ، مضحيا فى ذات الله . وإذا رسول الله يزوجه حاضنته أم أيمن الحبشية ، ويعده الجنة ، فتنجب له أسامة بن زيد .

ثم تقبل المحنة الأخيرة ، فهذا النبى يجهز لغزوة مؤتة ، فإذا أتم جهازه اختار الأمراء ، فقدم زيدا وقال : فان أصيب فجعفر بن أبى طالب ، فان أصيب فعبد لله بن رواحة .

قال المحدثون : فوثب جعفر بن أبى طالب فقال : يا رسول الله ، ما كنت أرهب أن تستعمل على زيدا . فقال رسول الله : امضه فانك لا تدرى أى ذلك خير(1) .

ومضى المسلمون إلى مؤتة ، يقودهم زيد ، حتى إذا كانت الموقعة ، قاتل المسلمون على صفوفهم ، وقاتل الأمراء مترجلين ، فقتل زيد رحمه الله طعنا بالرماح ، وقال النبى حين بلغه ذلك : إنه دخل الجنة يسعى .

وصعد النبى المنبر ، فأنبأ المسلمين بمصرع الأمراء الثلاثة . وقال : اللهم اغفر لزيد ، اللهم اغفر لزيد ، اللهم اغفر لزيد ، اللهم اغفر لجعفر ولعبد الله بن رواحة . يستغفر لزيد ثلاث مرات ، ويجمع بين ابن عمه جعفر وعبد الله بن رواحة فى استغفار واحد .

تحدث ابن سعد عن الوافدى فى إسناده ، قال : (( لما أصيب زيد بن حارثة ، أتاهم النبى (ص) ، قال فجهشت بنت زيد فى وجه رسول الله (ص) ، فبكى رسول الله (ص) حتى انتحب . فقال له سعد بن عبادة : يا رسول الله ، ما هذا ؟ قال : هذا شوق الحبيب إلى حبيبه)) (٢) .

اشترك في نشرتنا البريدية