من أنباء باريس أن جريدة " الطان" كبرى الصحف الفرنسية قد احتفلت بعيدها الخامس والسبعين فى حفل فخم أقيم في بهو الاستقبالات بقصر أورسي ، وشهده جمع عظيم من الوزراء والنواب و أكابر الكتاب والفنانين ورجال المال والصناعة وأعضاء الأكاديمية والمجمع العلمى ، وخطب فيه عدة من الوزراء وأقطاب التفكير الفرنسى مثل مسيو أندريه تاردييه ، ورنيه بو ، وجاك شاستنيه وغيرهم منوهين بعظمة الطان وعظمة المهمة التى تضطلع بها وكونها فخر الصحافة الفرنسية بلا مراء سواء من حيث رصانتها وسمو تفكيرها أو أسلوبها الرفيع المتزن ، والواقع أن الطان على رغم ثوبها المحافظ وحرصها على القديم واحجامها عن مجاراة التطور الصحفى المعاصر من حيث التصوير والتنويع ، تبقى عميدة الصحافة الفرنسية من حيث غزارة مادتها وقوة تحريرها ونزاهة غايتها واحتشام أسلوبها
وقد أست الطان منذ خمسة وسبعين عاماً سنة ١٨٦١ فى أواخر الامبراطورية الثانية ، وكان مؤسسها صحفيا يدعى نفتزر . أسسها أولا لخدمة التجارة الدولية . ثم تحولت إلى جريدة سياسة قوية ، أهم مظاهرها إذاعة الأنباه الدولية ؛ ثم كانت المرحلة الثالثة فى عنايتها بالعلوم والآداب والنقد؛ وكتب فيها أئمة التفكير الفرنسى مثل شيرر وسانت بيف
وبريسون وبلان ، وكتب فيها عظماء الوزراء والسياسة مثل بوانكاريه وتاردييه. وقد أشتهر مراسلوها الخارجيين بأنهم اعظم مراسلين من نوعهم حتى قيل فى المثل أن فرنسا لها سفيران: "السفير الفرنسى ومراسل جريدة الطان " وأشرفت على إدارة هذه الصفحة الشهيرة مدى نصف قرن أسرة ايبرار ، التى انجبت عدة من كبار الصحفيين والكتاب ، كان آخرهم فى الاشراف عليها أميل ايبرار الذى تخلى عن إدارتها منذ نحو عشرة أعوام .
