الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 328الرجوع إلى "الرسالة"

عند مدير الدعاية في وزارة الشؤون الاجتماعية

Share

في الساعة السادسة من مساء الثلاثاء الماضي اجتمع عند الأستاذ  توفيق الحكيم مدير الدعاية في وزارة الشؤون الاجتماعية لفيف  من مندوبي الصحف العربية والإفرنجية تلبية لدعوته ليصف  لهم مهمة هذه الوزارة ولم أنشئت وقد رحب بهم حضرته وأحسن  استقبالهم ثم قال لهم:

كلفني الوزير معالي الشاذلي باشا أن أجتمع بكم لنتحدث معاً  في شؤون وزارة هي أقرب الوزارات إليكم وأوثقها اتصالاً بكم  وبالشعب الذي أنتم عيونه ولسنه. ذلك أن وزارة الشؤون الاجتماعية  هي كما يدل عليه اسمها: وزارة شؤون الشعب، الشعب الذي لا ينبغي  منذ اليوم أن يسقط من الحساب، فهو القوة الحقيقية للدولة. لقد  رأينا دائماً أن الجيوش قد تحطم ولكن الشعوب لا تحطم.

وهنا قد تسألونني عن السبل التي تسلكها الوزارة للنهوض  بالشعب وإنشائه نشأة جديدة فأجيبكم بأن الطرق التي سنتبعها  كثيرة وهي تتلخص أول الأمر في إعانة كل فرد من أفراد  الشعب على رفع مستوى حياته مادياً وتحسين حاله صحياً وروحياً  وخلقياً. إن الفرد خلية حية في جسم المجتمع ومفتاح صغير من  مفاتيح تلك الآلة الهائلة التي تتحرك وتدور. وإن في فساد بعض  الخلايا وعطب بعض المفاتيح اعتلال الجسم واختلال الآلة. وهنا  كان دائماً مصدر تفشي الداء في شعبنا منذ أمد طويل

لهذا توزعت أعمال وزارة شؤون الشعب على نواح شتى،  فقامت فيها إدارات تعالج هذه الخلايا من جهات متعددة. فإدارة  التعاون والفلاح تعنى بالناحية الاقتصادية والمادية التي تكفل للفلاح  وهو الجانب الأكبر من الشعب شيئاً من اليسر والرخاء؛ وإدارة  الخدمة الاجتماعية تتجه إلى علاج الأمراض المعنوية والمادية  المتفشية في الشعب بأسره مثل الطفولة المشردة ومشاكل الأسرة  وضعف الأجسام لعدم انتشار الرياضة البدنية، والعمل على نشر  النظافة ومبادئ الصحة في إنحاء البلاد؛ ومصلحة العمل تسعى  إلى الأخذ بيد العامل ومؤازرته في مطالبه العادلة والارتقاء بمستوى  معيشته، ومكافحة البطالة، وتدبير الرزق للمتعلمين المتعطلين؛ ثم  إدارة الدعاية التي ينبغي أن تعد الأذهان وتمهد الأفكار وتستنهض  همم القادرين على التضافر لتنفيذ كل ما تقدم ذكره من وجوه الإصلاح ثم قال: لقد وضح معالي وزير الشؤون الاجتماعية في الكلمة  التي افتتح بها قسم الإذاعة في إدارة الدعاية مهمة هذه الإدارة وأعلن  وجهتها للناس، وذكر أن فيها دعاية للإصلاح الاجتماعي بأوسع  معانيه، وأعيد عليكم هذا البيان في صورة أخرى فأقول: إن  عمل تفتيش صحة القاهرة والأقاليم في مراقبته للمواد الغذائية  الضارة بالأجسام، كان ينبغي أن يكمل منذ زمن بمراقبة أخرى  وتفتيش آخر لنوع من الجراثيم أعظم ضرراً واشد فتكاً بكيان  الشعب، وأعني بها الجراثيم الخلقية التي تتسرب إليه من خلال  ما يعرض عليه من بذيء الأغاني ورقيع المشاهد وخليع المناظر  في المسارح والصالات ودور السينما وإذاعات الراديو. إن إدارة  الدعاية بما لها من سلطة الرقابة والتوجيه لكل ما يعرض على الشعب  من مشاهد وما يلقى في أذنيه من محاضرات وغناء ستقف حائلاً  قوياً دون انتشار كل ما يخدش الخلق ويضعف الهمم ويلقي بذور  الانهيار الروحي والانحطاط المعنوي في قلب هذا الشعب العريق.

ولسوف نستخدم ما نملك من وسائل في بث الفضائل وتدعيم  الروح القوي النبيل، وفي تهذيب الذوق العام بتشجيع الفن  الصحيح والدنو به من الكمال وتعويد الناس فهم الجمال. وعند ذاك ترقى النفوس والعقول ويتم للشعب بلوغ ما نصبو إليه  من مرتبة عالية بين الشعوب الراقية المجيدة

إن هذه الوزارة لا يمكن أن يقوم موظفوها وحدهم بكل  العبء. هنالك دعامة قوية من الدعائم التي ترتكز عليها دائماً  أعمال الإصلاح، هذه الدعامة القوية هي التطوع. بثوا الدعوة  معنا إلى الزملاء في شتى أوساط الشعب لإيجاد المتطوعين للإصلاح  نحن في حاجة إلى تجنيد أكبر عدد من المتطوعين للإصلاح

اشترك في نشرتنا البريدية