الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 966الرجوع إلى "الرسالة"

عيش العبيد

Share

لا. . لا أريد ... عيش العبيد

الصاغرين الخاضعين لكل جبار عنيد

الراسفين فلا حراك لهم وقد صدى الحديد

التائهين مع الظلام فمن شريد أو طريد

النائمين على الطوى والذل والعسف الشديد

الساكتين عن الطغاة تدوسهم دوس الحصيد

الراكعين لكل من غنى له الزمن البليد

فإذا السياط على المتون مخضبات بالصديد

يلهو بها متنمر أقسى من القدر المبيد

من ذا يريد ... عيش العبيد؟

الحالمين يعللون النفس بالأمل البعيد!

بين الخرائب والصخور وبين أكوام الجريد

والسيد الطاغي نواكبه الحياة كما يريد

بين الكئوس المترعات وبين ألحان وغيد

مغف على النغم العذاب يحوطه نهد وجيد!

والقصر يحفل بالرياش من القديم إلى الجديد

أما العبيد فحسبهم في العيش أنهم عبيد

خلقوا ليشقوا في الحياة وينعم القصر المشيد

لا. . لا أطيق ... عيش الرقيق

الحائرين فمن طريق يركضون إلى طريق

بين المصانع والحقول وكل منحدر سحيق

فيد تدير النول يربطها به الخيط الدقيق

ويد مع المحراث باتت وهي في عهد وثيق

ولمن تراهم يكدحون وعيشهم نكد وضيق!

ألكل سكير يعب كما يشاء ولا يفيق؟

من ذا يطيق ... عيش الرقيق؟

عيش الحفاة الجائعين فلا مغيث ولا شفيق

الكادحون فمن مضيق يدفعون إلى مضيق

هم يغرسون وللعتاة الزرع والشجر الوريق

ودماؤهم. . إن الدماء لكل غانية رحيق

وقلوبهم. . قطع تذوب على البنفسج والشقيق

ما للعبيد سوى الشقاء لينعم الحر الطليق

العراق

اشترك في نشرتنا البريدية