الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 186الرجوع إلى "الرسالة"

غاندي والفيران

Share

انتهى سلطان غاندي فى الهند وظهرت حقيقة الزعيم الذي كان بريق شهرته يخطف الأبصار . وفي الحق لقد كان الناس معذورين فى إعجابهم بغاندي , لا سيما أيام إعلانه العصيان المدني وصبره الجميل لبطش نائب الملك وغطرسة الحكام الإنجليز ؛ فلما فشل العصيان المدني ورأى الهنود أن غاندي كان يسخرهم فى تيه لا طائل وراءه , هب الشباب فى أنحاء الهند يسخطون على المهاتما ولم يبالوا أن يلتفوا حول جوهر لال نهرو . وزهدهم فى غاندي انغماسه الشديد فى الهندوكية , ودفاعه الحار عن تعاليمها التي هي سبب نكبة الهندوكيين . وغاندي برهمي سخيف العقيدة ، فهو مؤمن سني يقدس البقرة ويتبرك بروثها بل يتطهر به , وهو لذلك لا يرى مانعا من أن تترك ٧٠ مليون بقرة سائمة , لا يستطيع أحد ان يطردها من حقله إذا عاثت فيه أو نفشت في زرعه . ويدعي غاندي أنه انصرف عن الميدان السياسي إلى نصرة المنبوذين وتخليصهم , وكان ادعاؤه ذلك جميلًا لو أنه عمل به , ولكن غاندي , بدلًا من أن يوصي بالمنبوذين خيًرا ويكف عنهم أذى البراهمة , أوصاهم بالصبر على هذا الأذى .. لأن الدين يأمر بذلك .. وهو يقول إن الدين يأمر بذلك , ويعلم أن الفيدا - كتاب البراهمة المقدس - لم يرد فيه سطر واحد يهون فيه من شأن هذه الطبقة البائسة . وبذلك كان غاندي ضغثًا على المنبوذين , وكان موقفه المونس سببًا فى ثورة الدكتور أمبيدكار - زعيم المنبوذين - عليه وتصميمه على الانحياز بإخوانه , وهم سبعون مليونًا - إما إلى المسلمين وإما إلى السيخ

ولكن الضحك من أمر غاندي هو انهيار ماضيه العظيم وتربيته العالية تلقاء خرافات الصوفية البرهمية التي لا تطاق . فقد حدث أن زلزلت الأرض زلزالها فى الهند وانخسف جانب عظيم من الأرض , فما كان من غاندي إلا أن عزت الزلزال إلى غضب الآلهة !؟ وأحنق بذلك أديب الهند الكبير طاغور

وحدث مرة ثانية أن اجتاح الهند طاعون قتال , فأوصت الحكومة بوجوب محاربة الفيران لأنها أكبر الوسائل فى نقل ميكروب هذا المرض ... فما كان من غاندي إلا أن هب يحمي الفيران ويناضل عنها ( لانها مخلوقات ضعيفة لا حول لها وهي لا تستحق التعذيب والقتل لكي يسعد الناس , والطاعون قضاء من السماء إن شاءت رفعته !! )

اشترك في نشرتنا البريدية