الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 293الرجوع إلى "الرسالة"

غريب

Share

فرأت بدهشة وعجب كلمة الأستاذ ( م . ح . ب ) من الخرطوم فى العدد ( ٢٩٢ ) من الرسالة ، ولا الومه ان يغضب إذا اهينت كرامته ، او مست قوميته بسوء ؛ بيد أني حين تبرأت من ان ا كون " زنجيا او هنديا او نوبيا او حيثا" كنت اشير إلى ما يعتقده الانجليز فى هذه الاجناس خاصة ، ولذلك قلت فيما بعد : " ولن أقبل من مخلوق مهما تكن سطوته أن يلحقني بهؤلاء الذين ينظر إليهم بعين الازدراء والامتهان ، وبعدهم دونه فى الذكاء والمدنية " . وقلت : " إلى لست فى مقام جدا " حتى افند هذا الرأى الخاطئ ، إذ كنت حريصا على إيجاد مأوى استريح فيه من عناء السفر ، وشدة الداء ؛ وحين لاحت الفرصة دافعت بكل ما اوتيت من قوة عن " الشعوب الملونة " فقلت : " الآن عرفت الحقيقة ، إذا لا يوجد هناك تفوق فى الذكاء كما لا يوجد تفوق في ميدان الحضارة والاستعداد لتقبلها ، ولكن المسألة استعمارية بحتة " ؛ وتكلمت عن الشرقيين عامة كما تكلمت عن المصريين خاصة ، ولا يلمنى الكاتب الفاضل إذا دافعت عن نفس أولا ثم عن غيرى ثانيا

الواقع أن الإبجليز وبعض الأوربيين حينما يرون شخص اسمر اللون ، لا يفكرون إلا فى هذه الآجناس ؛ لأن الأمريكيين نشروا الدعاية البيئة ضد الزنوج ، والاستعماريين شوهوا سيرة الهنود والنربيين والاحباش ووصموهم بكل رذيلة وعيب . اما انا يا سيدى فلم يزل قلمي ، ولم تخطر قط بيالي أن أهبن شخصاما ، ولو عرفت مقدار صلتى بالهنود والسودانيين والاحاش لما امهمتنى بما ذكرت ؛ ففي الهنود ذكاء عظيم ، وفضل كبير ، وعلم جم ؛ والسودانيون إخواننا فى الوطن والعروبة والدين ، ومنهم

اعز اصدقابى الأستاذ الأديب توفيق البكرى كاتم سر " النادى الودانى بمصر " وانا اعطف على ناشئتهم فى مدارسنا المصرية عطف الاخ الا كبر على إخوته الصغار . اما الأحباش فقد اتصلت بهم فى لندن ايام نضالهم مع الايطاليين ، وعرفت فيهم خلالا حميدة ، وادبا غزيرا ؛ ودرست اللغة الحبشية فى معهد اللغات الشرقية بلندن على اخر وزير لخارحية الحيشة المستقلة الأستاذ " هروي " Herou وبعد من إنكار الجميل ان يخطر بيالي إهانتهم ولعل فى كلمتى هذه ما يزيل الشك ، إن كان ثمة شك

اشترك في نشرتنا البريدية