١ - تحت هذا العنوان في عدد (الرسالة) ٣١٨ أفتيت واستفتيت الأدباء والباحثين في بعض المباحث الأدبية، وعرضت لهم ما بين روايتي الوسيط والمفصل من التناقض في ترجمة ابن خلكان، ثم استبان لي صواب رواية الوسيط ومنشأ خطأ المفصل على الرغم من أني كنت أستبعد أن يقع مؤلفوه الأماثل في مثل هذا الخطأ؛ وإلى القراء البيان:
قال ابن خلكان نفسه: ومولدي يوم الخميس بعد صلاة العصر حادي عشر شهر ربيع الآخر سنة ثمان وستمائة بمدينة إربل بمدرسة سلطانها الملك المعظم مظفر الدين بن زين الدين رحمهما الله(1)
وقال هو نفسه في ترجمة أبي الفضل أحمد بن كمال الدين: وتولى التدريس بمدرسة الملك المعظم بعد والدي رحمه الله تعالى، وكان وصوله إليها من الموصل في أوائل شوال سنة عشرة وستمائة؛ وكانت وفاة الوالد ليلة الاثنين الثاني والعشرين من شعبان من السنة المذكورة، وكنت أحضر درسه وأنا صغير، وما سمعت أحداً يلقي الدروس مثله(2).
ومن هذا يظهر جلياً أنه أخذ مبادئ العلم عن شيخه أبي الفضل، لا عن والده كما قال أصحاب المفصل، ومنشأ الخطأ أنهم رجعوا(3) ضمير (درسه) إلى الوالد وغفلوا عن المترجم له وحق لمن استفتى ثم أفتى بعد عمر(4) أن يقول: بيدي لا بيد عمرو
٢ - نقرأ في كتب السيرة أن للنبي صلى الله عليه وسلم خصائص؛ ونطالع في كتب الأدب كثيراً من خصائص اللغة العربية؛ ونسمع بكتاب الخصائص لابن جني - وإن لم يره إلا قليل - فما مفرد هذا لجمع؟ أمرضتني كتب اللغة، ولم تسعفني، ثم رأيت أقرب الموارد يقول: (والخاصة الذي تخصه لنفسك. . . والخاصيّة نسبة إلى الخاصة ج خاصيات وخصائص على غير القياس) ، وفي أثناء مطالعتي في (المواهب اللدنية) ألقيته يقول: (وقد ذكر بعض العلماء أنه صلى الله عليه وسلم أوتي ثلاثة آلاف معجزة وخصيصية) (1) فما قول السيد وحيد؛ والأستاذ الكبير (ا. ع) ؟
٣ - نبه كثير من الباحثين على(2) خطأ الافتعال من قَطَف وعابوا (المقتطف) علماً على المجلة المعروفة؛ فما رأيهم في قصيدة النابغة الشيباني الفائيّة وفيها يقول:
تَسبي القلوب بوجه لا كفاء له كالبدر تم جمالاً حين ينتصف
تحت الخمار لها جَثْل تُعكِّفه مثل العثاكيل(3) سودا حين تقتطف(4)
وبعد فكثير من مفردات اللغة العربية حائر بين المخطئين والمصوبين، فهل يضع المجمع اللغوي الملكي حدَّا لهذه الفوضى؟
