أنا هنا في جوار البحر ظمان لا أرتوى ونسيم البحر ريان
أزاهر من رياض الصيف يانعة تهفو فيهفو لها قلب ووجدان
من كل مفتونة بالبحر فاتنة لها من الموج اكتاف وأحضان
يضمها منه صدر جائش ابدا كأنه مغرم بالحسن ولهان
تخفى وتظهر فوج الموج لاعبة الموج يحبو إليها وهو جذلان
أعارها البحر من أخلاقه سمة فلا يزال بها لين وطغيان
وهر عطفاً روباً من محاسنه كانه بنسيم البحر نشوان
يا فتنة في حمى نبتون (١) أيقظها موكل بقلوب الخلق يقظان -
أوفى على عرشه العالى فصيرة ملاعباً بفنون الحب تزدان
والبحر خالق عظيم في تصوره فكيف يركبه باللهو غزلان ؟
سجا وأسلس في رفق وفى دعة فليس يحفزه للشر عدوان
و افتر تحت جناح الشمس ناجذه كأنه والد لاقاه ولدان
يا رفقة الصيف عيثوا في مراتعه فإنكم لكريم البحر ضيفان
أبوكم البحر لا يألوكم مرحاً وروضه بفنون اللهو فينان
نعم البديل إذا عهد الربيع مضى عهد الصيف ودنيا الحسمن ألوان

