الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 575الرجوع إلى "الثقافة"

فى رثاء الشاعر على محمود طه :, نشيدك حى . .

Share

نشيدك حى أم رفات نشيد

أذاك غناء أم نذير وعيد ؟

ومالك ساه ! ما تجيب مخاطبا

ولست بصب فى الحياة عميد !

وما أنت بحار يضيع حياته

على لجب مستقتل ومبيد

بحار سناه ثم يومض برقه

وترقص أمواج الحضم وتودى

ولست بشار ضائع فوق صخرة

يرجى حياة من دم وحديد

وما أنت إلا اللحم والدم فوقه

هناك ، وروح قد سرت بوريد

وأنت شعور بينما تشرق المنى

على أمل مستعذب وجديد

تمنيت دنيا بالأهازيج ، ضجة

لطير صدوح بالأصيل غرود !

فلما دهاك الدهر منه بفادح

عنيد أشمر كالجبال عتيد

فما كان منه جمع شمل ممزق

وبين ركوع صرفه وسجود

ويا رب كأس بالمنايا سقاكها

وراح ، وما فى الراح غير صديد !

فناضلت لم تبغ الحياة رفاهة

ومت شهيد الفن أى شهيد

خيالك سار يستثير ضياؤه

عواصف نفس أو ضرام كبود

شريدا بهذا الكون ، أين رضابه ؟

وأين كئوس أترعت لشريد ؟

جزيت عذاب البؤس منك بضحكة

صداها بملء القلب أين وجودى

وقد كان ذا مرا وقد كان هامجا

كمختال موج فى زئير رعود

تنادى وما فى الروح غير ذمامة

وقد دوت الدنيا بصفق بنود

دوائى وأقلامى ؟ فإنى شاعر

إذا كنت حيا أو وشيك لحود

فيا ويح قلبى ؛ ما أبض دماءه

جمودا ، وبعض الاحتضار جمودى

ويا ويح جسمى ؛ ما استطاع إجابة

ويا شد ما اختالت دنا بقصيدى

فماذا بربى أنت يا دهر صانع

تحطم قيثارى وتقصم عودى

وما أنا إلا للجمال قصيدة       من النور تغتال الغداة وجودى

فهذا فقيد الملهمين جماعهم     وربت جهال بغير فقيد

كأنى أروى عبقرا فى زمانه    وأنثر فى هذا القصيد ورودى

عصاما من النزر الذين حياتهم  رواية مجد أو كتاب خلود

شهابا من الله استفاض بضوئه  وراح يشمل فى الفضاء بديد

ولى مثل فى الكون هات عذابه

فهذا قريبى فى الحياة جليدى

كما قال زينون الرواق فإن بدا

لعينيك خلف فاستمع لعقيدى

هو الدهر بل لكنما الدهر ذرة

أمام مماتى واقتناص وجودى

سلوت عن الدنيا وواقع أمرها     ورحت إلى العليا بغير قيود

فلا تلحنى أن أسكب الدمع من دمى وأبذل نفسى فى غمار نشيدى

فما كان ذا قربى ولكنها الهوى   أقام بقلبى واستباح وريدى

وقد طاش حبا فى العذاب فهاته   صبابة كأس أو نغيمة عود

وشعرا تضج الشاديات لفنه     كشعر ( على ) أو غناء وحيد ( ١ )

كما صرت للدهر الحنون رمية

مصممة فى حدة ووعيد

وكان زميلى فى الحياة فمن له   بحب زميل فى الممات ودود

اشترك في نشرتنا البريدية