تعقيباً على ما نشر بالرسالة في عدديها ٤٧٣ و ٤٧٧ للأستاذين الأديبين البشبيشي وعبد الرحمن عيسى - لا جدال في أن واضع الحجر الأول في بناء الرواية الشعرية في الأدب العربي الحديث هو المرحوم الشيخ خليل اليازجي في روايته (المروءة والوفاء) وقد طبعت أكثر من مرة بمطبعة المعارف بالفجالة. ومن حق الأدب والتاريخ أن يعرف المتتبعون لهذه الناحية الجميلة من الفن الأدبي أن المرحوم الشيخ نجيب الحداد أول من ترسم خطى خاله المرحوم الشيخ خليل في معالجته الشعرالتمثيلي قبل المرحومين شوقي
وعبد المطلب في روايته (صدق الوداد) وقد طبعت من زهاء ثلاثين عاماً في مطبعة غرزوزي بالإسكندرية وقل أن يظفر أحد بنسخة منها الآن لكثيرة ما كان من الإقبال عليها ونفادها بمجرد ظهورها. والروايتان لا تقلان عن روايات المرحوم أمير الشعراء بلاغة وروعة وحسن سبك، وشعرهما يتدفق سلاسة وطبعاً وعذوبة
ولعلي أوفَّق في فرصةٍ أخرى إلى نشر شواهد من شعر الروايتين إذا اتسعت له صفحات (الرسالة) الغراء وآنست من
قرائها الأدباء ترقباً وارتياحاً

