أخذ الأستاذ بشر فارس على الجارم بك كثرة استعمال المحسنات المعنوية والألفاظ التى لا ترى إلا فى المطولات من المعاجم ، والتى لا يقوم شعر الجارم إلا بها ، وعندى ان هذا خير الف مرة ومرة من هذا الضرب الذى ارتضاه الجارم بك لنفسه
وإنى اقتطف شيئا من قوله يوم نقل رفات سعد الخالد واضع بجواره قول أحمد شوق بك " على قبر بايليون " وقصيدة اخرى له ايضا " دمعة وابتسامة "
قال شوقى فى الأولى :
قف على كنز بباريس دفين من فريد فى المعالي وثمين
وفى الثانية :
إرفعي الستر وحبى بالجبين وأرينا فلق الصبح المبين
فيقول الجارم بك :
اكشفوا الترب عن الكنز الدفين
وارفعوا الستر عن الصبح المبين
ويقول شوقى :
وانتقد جوهرة من شرف صدف الدهر بتربها ضنين
فيقول الجارم :
واجتلوه درة ساطعة صدف الدهر بشروا ها ضنين
والقصيدة كلها على هذا النمط الذى إن قبله الأستاذ الجارم لنفسه فلن برضاه له أحد
" إسكندرية "
