الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 728الرجوع إلى "الرسالة"

في اللغة تذكير مؤنث:

Share

عمل حضرة صاحبة الجلالة   (فوزية)  وصاحبات السمو  والنبل وسائر ذلك القبيل الكريم في   (مبرة محمد على الكبير)   ونظائرها - هو عمل رجال بل عمل أبطال؛ فقول جرائد ومجلات    (فلانة عضوة في المبرة، وهن عضوات فيها)  - شيء نكر،  وإزعاج عظيم لا زواج الراقدين في   (الجزيرة)  من العرب الخلص  في الجاهلية والإسلام، فما أنت العضو في وقت من الأوقات أحد. وأبشع من تأنيث هذا المفرد تأنيث مجموعة فاستعذ بالله من كلامهم  وقل - أما شئت أن تقول: فلانة عضو في المبرة وهن أعضاء  فيها وقس على هذا العمل أشكاله، ويصف أهله بأوصاف الرجال،

فقل: محامي فلان فلانة، ولا تقل: محامية، وفلان طبيب  فلان أو طبيب دار الشفاء(1)لانة أستاذ تلك المدرسة  أو الكلية أو الجامعة، وإذا حكم القضاء أم يجئن إلى القضاء  بعد حين طويل (طوله الله)  أو قصير (لا سمح الله) فقل:  فلانة هي القاضي في دار القضاء، وكانت فلانة هي القاضي في  تلك الدعوى. وإياك وأن تقول: كانت القاضية. . . وفي دار  الندوة أو مجلس النواب يوم يجيء ذاك الأجل - ونراه بعيداً  وإنهن ليرينه قريباً - هي نائب بين النواب لا نائبة والنائبة في  الكتاب والحديث - مصيبة. . .

فإذا لغوت   (أي تكلمت)  بمثل ذلك وسطرت أحسنت ولم  تسئ، وسلكت سبيل أهل التحقيق. قال الأمام صاحب  (المخصص) : (وما وصفوا به الأنثى ولم يدخلوا فيها علامة التأنيث وذلك  لغلبته على الذكر - قولهم: أمير بن فلان امرأة؛ وفلانة وصي  بني فلان، ووكيل فلان، وكذلك يقولون: مؤذن بني فلان

امرأة، وفلانة شاهد بني فلان. ولو أفردت لجاز  أن تقل: أميرة ووكيله ووصية، وأنشد قول الشاعر:

فليت أميرنا وعزلت عنا ... مخضبة أناملها، كعاب

وربما أدخلوا الهاء فأضافوا، فقالوا فلانة أميرة بني  فلان، وكذلك وكيلة ووصية. وسمع من العرب وكيلات،  وهذا يدل على وكيلة، قال عبد الله بن همام السلولي: فلو جاءوا ببرَّة أو بهند ... لبايعنا أميرة مؤمنينا وقال: هي عديلي وعديلتي بدليل ما حكاه أبو زيد من  قولهم عديلات).

فدع الجائز   (ولو أفردت لجاز)  ودع القليل   (وربما أدخلوا  الهاء)  وذكر، ذكر في كل حال، ولا تؤنث، وأرض الجماعة  بما لا يغضب اللغة.

أعط - يا أخا العرب - ما أعطت العربية، وأمنع ما منعت  فإذا أنت حق عادل في أحكامك وكلامك. . .

اشترك في نشرتنا البريدية