يحيا الحب قصة هذا الفلم من النوع الكوميدي الشائع الآن في الأفلام الأمريكية light comedy وكثيراً ما تكون موضوعات هذه الأفلام تافهة، غير أنها تعوض هذا النقص بجمال الحوار وتعدد المفاجآت المبتكرة وبراعة التمثيل وحسن الإخراج. وقد جاء كذلك (يحيا الحب) من حيث فراغ الموضوع. . . فلننظر إلى نواحي الفلم الأخرى
كان لحوار ركيك الأسلوب خالياً من النكتة والمفاجأة القوية. وقد أثر هذا الضعف في عمل المؤلف، وفي عمل الممثل، وفي عمل المخرج فمن ناحية التأليف رأينا البرتقال يجنى في الصيف، وموظفاً لا يعرف رئيسَه أصله حتى ولا من شهادة الميلاد ومن ناحية التمثيل رأينا إحدى الشخصيات خليطاً بين أستاذ في العلوم ومهرج وليس أدعى إلى إفساد عمل المخرج من أن يتعهد موضوعاً عادي التأليف ضعيف السيناريو مضطرب الشخصيات ومآخذ الإخراج كثيرة في (يحيا الحب) أهمها في رأيي خلو الفيلم من الحركة ولقد ذكرت أن قصة الفيلم من النوع الكوميدي ولكنها لم تعالج على هذا الأساس في كثير من الأحايين، لم يعالجها كريم
في مشهد ذلك الحلم المبدد، ولم يعالجها رامي في أغانيه، ولم يعالجها عبد الوهاب في ألحانه وتمثيله، واحسب أن مشهد تكسير العود مثلا كان من المستطاع أن يكون من أجمل المشاهد الكوميدية لولا أنهم أخرجوه كأنه مشهد بطل مصروع أو مدينة مخربة والفلم على وجع عام فقير من ناحية التمثيل إذا استثنينا شخصية رضوان باشا التي مثلها عبد الوارث عسر، ولولا اضطراب شخصية مجاهد بك (أستاذ العلوم) لأعتبر أمين وهبه من المجيدين، ولم يكن عبد القدوس في أحسن حالاته ولقد حاول عبد الوهاب كثيراً ولكنه لا يزال في حاجة إلى محاولات أخرى ليبدو ممثلاً، ولم يكن مستحسناً ظهوره تارة بالنظارة وأخرى بدونها. وما يقال عن عبد الوهاب من
(طبعت بمطبعة الرسالة بشارع المهدي رقم 7))

