نبهني إلى ما نشرته (الرسالة) الغراء في عددها رقم ٦٥٢ تحت هذا العنوان الصديق الفاضل ثروت أباظة، وهو يواسيني في غمرة الأسى على والدي - ندّى الله مضجعة بفيض رحمته ورضوانه - ثم عاد - أمتعه الله بأبيه - فأثار هذا الموضوع بعد أن رجعت إلى عملي في مصر، فتذاكرنا معاً ما بقي بذهني من علمي العروض والقافية، أيام دراستي في الأزهر ودار العلوم.
والأستاذ رضوان يذكر أن صاحب (الشافي في علمي العروض والقوافي) قسم السناد، ثم مثل لسناد التأسيس بهذا البيت: يا دار مية أسلمي ثم أسلمي ... فخندف هامة هذا العالم
فإهمال ألف التأسيس مشاهد في كلمة (أسلمي) ، ويوافقني الأستاذ على أن البيتين المشار إليهما في قصيدتي ليسا من قبيل هذا البيت. والمثال كما يقولون مصدر القاعدة.
وفي بريد الرسالة الأدبي كلمة لكاتب فاضل يخطئ فيها الأستاذ رضوان ويذكر أن في البيتين سناد الإشباع لا سناد التأسيس فما رأي الأستاذ رضوان؟ إني لأرجو أن ينفي ما ذهب
إليه صاحبه، كما نفي صاحبه ما ذهب إليه وبذلك يخرج البيتان في عافية.
وأحب أن أهمس في أذن الأديبين الناقدين أن كلمة (الخطأ) التي وردت في نقدهما فيها كثير من التجوّز، فلم يقل أحد من العروضيين إن هذا أو ذاك خطأ، ولكنه على حد تعبيرهم (خلاف الأولى) .
وإنى لأشكر للادبيين غيرتهما وحينما أرزق سعة النفس والوقت اعدها ببحث مستقل أستعرض فيه سنين الشعر العربى فى مختلف عصوره لدفع هذا الزعم الذى يدفع الناقد لمثل هذه اللفتات
والشعر مصدر ما وضعه العروضيون من قواعد، ويا ويل الشاعر من العروضيين
